ترقّب إسرائيلي للأحداث في سوريا وتعزيزاتٌ عاجلة للجولان المُحتلّ
اهتمامٌ واسع وكبير يوليه كيان الاحتلال بمستوييه السياسي والإعلامي للأحداث الجارية في سوريا ، فيما تحدثت منصات إعلام إسرائيلية عن تجنيد آلاف الجنود ضمن تجنيد الطوارئ بهدف تعزيز تواجدهم في الجولان السوري المُحتل.
لا يختلف عاقل بأنّ المجاميع الارهابيّة هي صنيعة صهيوأمريكية ، وما يشهده الميدان اليوم في سوريا خيرُ دليل على هذا الارتباط الوثيق بين هذه التنظيمات المسلحة ومن يموّلها ويدعمها ، فتوقيت الهجوم الذي شنّته هذه الفصائل ضد الجيش السوري، ليس صدفة، بل مستوحاة إلى حدّ كبير من معركة طوفان الأقصى..
هذه القراءة تجمع عليها تقديرات المحللين العسكريين ومراكز الأبحاث الإسرائيلية، التي تقول إن إسرائيل ترقب تطورات المعارك في سوريا، وتحرّك فصائل المعارضة المسلحة، كما أنها تخشى انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، وعليه لا تستبعد سيناريو التدخل العسكري في سوريا لإحباط أي هجوم بري على إسرائيل على غرار طوفان الأقصى.
وفي هذا الإطار، أعلنت هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الإسرائيلي والقيادة الشمالية تعزيز القوات الجوية والبرية في قطاع الجولان، ونشر قوات عسكرية من مختلف الوحدات على طول خط وقف إطلاق النار مع سوريا.
فيما أفيد في الاعلام الإسرائيلي عن تجنيد آلاف الجنود بالأمر رقم 8 اي تجنيد الطوارئ بشكل فوري وإرسالهم لتعزيز القوات في الجولان السوري المُحتل.
وفي مؤشر يعكس سيناريو استعداد إسرائيل للتدخل العسكري في سوريا، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان له، إن القوات الإسرائيلية منتشرة في المنطقة الحدودية، وتزيد من جاهزيتها وفق السيناريوهات المختلفة، ومستعدة لأي سيناريو بالهجوم والدفاع، ولن تسمح بوجود تهديد بالقرب من الحدود، وسيعمل الجيش على إحباط أي تهديد لمواطني إسرائيل حد زعمه.
وبالنسبة للكيان فإن الأحداث الجارية في سوريا -بحسب مركز أبحاث الأمن القومي- تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فعلى الجانب الإيجابي، فإن الأضرار الكبيرة التي لحقت بنظام الأسد، وربما حتى الإطاحة به، ستكون بمثابة ضربة قاسية لإيران ووكلائها، وكذلك لروسيا حدّ قوله.
لكن، بحسب مركز الأبحاث، يكمن في هذه التطورات جوانب سلبية، فالتهديد الذي يواجه سوريا سيسهم بتعزيز قوات أخرى من المحور والتي ستهب لنجدته، في إشارة إلى لبنان والعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من المفيد أن يقلق الاحتلال، فما يجري في سوريا لا يمكن فصله عن المشهد في لبنان وغزة فالمخطط واحد والعدوان واحد وأن تبدّلت الأسماء وتغيّرت المُسمّيات ، ولا خيار هنا لطرد هؤلاء سوى المقاومة، وهي المقاومة نفسها التي مرّغت انوف التكفيريّين في الجرود وهزمت الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا في كل الحروب والتي كان آخرها معركة أولي البأس ضمن معركة إسناد غزة في كبرى معاركها.. طوفان الأقصى.