06 كانون الاول , 2024

طوفان الأقصى: غزة تكتب فصولاً جديدة من البطولة في وجه الاحتلال

في قلب غزة، حيث تتصاعد سحب الدخان جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، تنبض شوارعها وقواها العسكرية بروح الصمود والمقاومة التي لا تهاب. معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام تمثل أكثر من مجرد تصدي للعدوان، بل هي شهادة حية على إرادة شعبٍ لا يعرف الاستسلام.

في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تواصل المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، تصعيد عملياتها العسكرية على مختلف المحاور، مسطرةً أروع ملاحم الصمود والبسالة في مواجهة آلة الحرب الصهيونية. فاليوم، مع دخول اليوم الـ 427 من معركة "طوفان الأقصى"، تبرهن كتائب القسام مرة أخرى على عزمها وثباتها، محققة إنجازات نوعية تُضاف إلى سجلها الحافل بالنضال والمقاومة.

في عملية نوعية وبتكتيك عسكري فائق، استهدفت القسام قوة راجلة إسرائيلية مكونة من 50 جنديًا في حي تل الهوى جنوبي غزة. العبوة المضادة للأفراد، والتي أُطلقت بتقنية متطورة، أصابت القوة الإسرائيلية بشكل دقيق، ما أسفر عن مقتل العديد من الجنود وإصابة آخرين. هذا الهجوم يأتي في سياق الجهود المستمرة للمقاومة الفلسطينية لتحييد القوة العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في القطاع، خاصة في ظل المحاولات المتواصلة للاحتلال للهيمنة على الأراضي الفلسطينية وتعزيز وجوده العسكري في المنطقة.

تسجل العمليات التي نفذتها كتائب القسام، ومنها "الكمين الثالث" الذي استهدف جنودًا وآليات في محيط مفترق برج عوض بحي الجنينة شرق مدينة رفح، انعطافة نوعية في أسلوب المقاومة الفلسطينيّة. حيث تم استهداف جرافتين عسكريتين من طراز "D9” وناقلتين للجند ودبابة "ميركافاه 4"، تم تدميرها كليًا بواسطة قذائف "الياسين 105" شديدة الفعالية. كما تم استهداف مخبأ يتحصن فيه عدد من الجنود الإسرائيليين، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. هذه العمليات تثبت قدرة المقاومة على ضرب الأهداف العسكرية بدقة متناهية، مما يعكس تطورًا نوعيًا في قدرات المقاومة وتكتيكاتها القتالية.

منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، خاضت المقاومة الفلسطينية سلسلة من العمليات الجريئة والمباغتة ضد قوات الاحتلال، حيث استطاعت المقاومة أن تفتح جبهات متعددة، برًا وبحرًا وجوًا. عملية "طوفان الأقصى" لم تكن مجرد اقتحام للمغتصبات العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة، بل كانت إعلانًا عن بداية مرحلة جديدة في المقاومة الفلسطينية، مرحلة تتسم بالاحترافية والتكتيك العسكري المتقدم. هدف المقاومة الفلسطينيّة، كما يبدو، هو استنزاف قوة الاحتلال على كافة الأصعدة، من خلال تكثيف الضغوط العسكرية والتكتيكية على قواته المتوغلة في غزة.

واحدة من أبرز العمليات التي نفذتها كتائب القسام كانت تحت مسمى "الانتصار لدماء السنوار"، تكريمًا للشهيد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي ارتقى شهيدًا بعد معركة شرسة مع قوات الاحتلال في شهر أكتوبر الماضي في حي السلطان غربي رفح. هذه العمليات تؤكد أن المقاومة الفلسطينية تعتبر كل شهيدٍ بمثابة شعلة نورٍ تشعل حماسة المجاهدين، وتدفعهم لمواصلة المقاومة وتكثيف العمليات العسكرية ضد الاحتلال.

خسائر الاحتلال الإسرائيلي من جراء هذه العمليات كانت فادحة، حيث بلغ عدد القتلى والمصابين من الجنود الإسرائيليين مئات، بينما دُمرت العديد من الآليات العسكرية المتطورة بما فيها دبابات ومركبات مدرعة، وهو ما أوقع الجيش الإسرائيلي في حالة من الارتباك العسكري. الهجمات المستمرة تضع قوات الاحتلال في مأزق استراتيجي، حيث لم تعد المعركة في غزة مجرد هجمات متقطعة، بل أصبحت حرب استنزاف حقيقية تؤثر بشكل مباشر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

تستمر كتائب القسام في إبراز مدى قوة وتماسك المقاومة الفلسطينية أمام آلة الحرب الصهيونية. في مواجهة الحصار والعدوان المستمر، تبقى غزة قلعةً للمقاومة ومركزًا لصمود الشعب الفلسطيني. معركة "طوفان الأقصى" تجاوزت حدود الرد العسكري التقليدي، لتصبح ساحة تلاحم شعبي ومقاومة شاملة، ترتكز على استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحرير الأرض وتفكيك المشروع الاستعماري الإسرائيلي. رغم التضحيات الجسام، يبقى الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة متمسكين بحقهم في الحرية والكرامة، مصممين على تحقيق النصر مهما كانت التحديات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen