صدمات ما بعد الحرب وتدهور نفسيّ تفتكُ بجنود الاحتلال
ازدادت نسبة التّحذيرات من تسونامي التّدهور النفسي بين قوّات وجنود الاحتلال بفعل حربه في غزة ولبنان ، في وقت تضاعفت فيه صدمات ما بعد الحرب بشكلٍ لافت.
آثارٌ معنويّة ونفسيّة كبيرة تركت بصماتها في نفوس جنود الاحتلال إثر المعارك في جبهتي غزة ولبنان حيث حذّر رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني لمنع الانتحار روبين لدى كيان الاحتلال يوسي تيفي – بلز من ما أسماه تسونامي صحة نفسية في صفوف قوات الاحتلال بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وأعرب يوسي عن خشيته من زيادة متوقعة في عدد حالات الانتحار مع انتهاء الحرب في قطاع غزة.
هذا الموضوع وهذه الظاهرة اولتها الصحف الإسرائيلية أهمية كبرى إذ كشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عن زيادة كبيرة في حالات الانتحار ومضاعفات ما بعد الصدمة التي يتم تسجيلها في صفوف الجنود العائدين من القتال في جبهة غزة.
وفي تاكيد ملموس،، تنقل الصحيفة روايات تصف هول ما عايشه الجنود الإسرائيليون في غزة ولبنان، ذاكرةً أن الناجين من الموت متخوفون من استدعائهم مرة أخرى للقتال.
وبالارقام كشفت صحيفة يديعوت أحرونوتالعبرية من جانبها في تاريخ 23 نوفمبر الماضي، عن إقدام 6 جنود من جيش الاحتلال كانوا قد شاركوا في الحرب على كل من قطاع غزة ولبنان، على الانتحار.
تتابع الصحيفة العبرية أن هذا الرقم هو رقم جزئي لعدد الجنود المنتحرين، إذ إن جيش العدو يرفض نشر العدد الكامل للجنود المنتحرين، أو للذين حاولوا الانتحار، مشيرة في هذا السياق إلى أن التعرض للأهوال والظروف القاسية تضع حداً لحياة العديد من الجنود عبر دفعهم نحو الانتحار.
وحذّرت الصحف التي تناولت هذا الملف من أنّ مدى الأزمة العقلية لدى جنود الاحتلال الإسرائيلي سيصبح واضحاً بعد انتهاء الحرب.
لكن هذه المرة، تبدو ظاهرة تفشي الأمراض النفسية والانتحار أكثر خطورة وانتشارًا من السابق، ويعود سبب ذلك إلى انخراط جنود العدو في وقائع صادمة لم يكونوا مستعدين لها نفسيًا، بالإضافة إلى طول أمد الحرب، التي تعد الأطول في تاريخ كيان الاحتلال، كما أن اضطرار الجنود للعودة إلى جبهة غزة عدة مرات فاقم من معاناتهم، ما جعل هذه الأزمات النفسية أشد عمقًا وأصعب في التعامل معها مقارنة بالحروب السابقة.
وناهيك عن الخسارة العسكرية // يدفع جنود الاحتلال ثمناً كبيراً من صحتهم النفسية والعقلية قادتهم في كثير من الأحيان نحو الانتحار // وهو مؤشر على الواقع المنهك الذي بات يعيشه هؤلاء بدفع مباشر من حكومتهم التي لا تأبه فعليا بهم إنما حسب المعطيات فهي ماضية في تدميرهم من الداخل في حروب لم ولن تنجح إسرائيل في حسمها مهما طال الزمن…