05 كانون الاول , 2024

لبنان يتحدى خروقات الاحتلال بصمود وعزيمة لا تلين

مع كل خرق جديد لوقف إطلاق النار، يزداد إصرار لبنان على الصمود والتحدي ليثبت الشعب اللبناني يوماً بعد يوم أن الصمود لا يعرف الاستسلام وان المقاومة هي الحصن الحصين للبنان وشعبه.

رغم إعلان وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من شهر نوفمبر تشرين الثاني ، يمعن الاحتلال في انتهاكه للاتفاقيات هو الذي لم يكتف بعدوانه الاجرامي لاكثر من شهرين بل امتد إلى خروقات متكررة لوقف إطلاق النار، في محاولات يائسة لتقويض الاستقرار الشعبي والمقاومة الوطنية.

حيث يستمر الكيان في خرق الاتفاق الدولي لوقف اطلاق النار، مُصعدا عدوانه على القرى اللبنانية. ففي بلدة مجدل زون جنوب لبنان، استهدفت طائرة مُسيَّرة صهيونية آلية مدنية، مما أدى إلى تدميرها في خرق واضح لوقف إطلاق النار. في الوقت ذاته، قصفت مدفعية الاحتلال سهل مرجعيون، مُعطّلة النشاط الزراعي والحياة اليومية للسكان.

ولم تقتصر هذه الخروقات على المناطق البرية، بل طالت المرافق الحيوية. ففي غارة إسرائيلية على مجرى نهر الليطاني في بلدة زوطر، تعمّدت الطائرات استهداف الشريان الحيوي الذي يُعد مصدراً رئيسياً للمياه والزراعة. هذه العمليات، التي تأتي تحت غطاء وقف إطلاق النار، تؤكد أن الاحتلال يسعى لكسر إرادة اللبنانيين بوسائل متعددة.

العدوان على لبنان الذي اسفر بحسب وزير الصحة اللبناني،  عن استشهاد 4047 شخصاً منذ 15 سبتمبر، بينهم 316 طفلاً، فيما أُصيب 16638 شخصاً.و المستشفيات، التي من المفترض أن تكون ملاذاً آمناً، لم تسلم من نيران الاحتلال، حيث استُهدف 67 مستشفى، بينها 40 تعرضت لقصف مباشر، مما عطل قدرة القطاع الصحي على تقديم خدماته في وقت حرج.

رغم هذه الخروقات والاحصاءيات يُظهر الشعب اللبناني صموداً يُعد بمثابة رسالة قوية للاحتلال حيث يقف المواطنون صفاً واحداً، مُعتمدين على روح التضامن والتكاتف لمواجهة هذه التحديات. مشاهد العائلات التي تُعيد بناء منازلها، والمزارعين الذين يستأنفون زراعة أراضيهم رغم القصف، تُجسد الروح اللبنانية التي ترفض الاستسلام للعدوان.

في المقابل، تواصل المقاومة التزامها بحماية الشعب، مُحافظة على أخلاقياتها وتكتيكاتها ورغم الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار، يُثبت الشعب اللبناني والمقاومة الباسلة أن الصمود ليس مجرد شعار، بل أسلوب حياة. مقاومة القصف والإصرار على الحياة اليومية يُظهران أن قوة الاحتلال العسكرية تقف عاجزة أمام إرادة شعب مُصرّ على العيش بكرامة.

 ففي كل خرق للهدنة، وفي كل قذيفة تطال الأراضي اللبنانية، ينبض قلب المقاومة أكثر قوة وصلابة. إن عزيمة اللبنانيين، بمقاومتهم الشعبية والمؤسساتية، تظل أكبر من أي تهديد، وأعمق من أي محاولة للنيل من كرامتهم. لبنان اليوم، كما كان دائماً، يبقى رمزاً للصمود، وأرضاً لا تنحني أمام العدوان.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen