المقاومة الفلسطينية: معركة النار والكرامة في مواجهة الاحتلال
في غزة، حيث تختلط الأرض بالدماء، وحيث يكتب التاريخ على وقع القذائف والرصاص، تسطر المقاومة الفلسطينية فصلاً جديداً من معركة الكرامة. في وجه أعتى جيوش العالم، يقف المقاوم الفلسطيني بثباته وإيمانه، يعيد صياغة معادلات المعركة بأبسط الأدوات وأعظم الإرادة.
هي ليست مجرد مواجهات عسكرية، بل هي ملحمة وجود، تبرهن أن شعباً يؤمن بحقه لا يمكن أن يُكسر، وأن الاحتلال، مهما علا بطشه، سيظل عاجزاً عن كسر إرادة شعب مُقاوم يسعى للحرية حيث تتوالى مشاهد الصمود والمواجهة في قطاع غزة، بتسطير المقاومة الفلسطينية ملحمةً بطولية جديدة ضمن معركة "طوفان الأقصى".
بأساليب واستراتيجية تكتيكية قائمة على الضربات المؤلمة، تمضي فصائل المقاومة في قتالها ضد الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المحاور، لتؤكد أن الأرض المحتلة عصية على الخضوع.
في الأيام الأخيرة، أظهرت المقاومة الفلسطينية مرونة لافتة في التعامل مع الترسانة العسكرية الضخمة للاحتلال. فكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كانت حاضرة بقوة عبر عمليات نوعية استهدفت ناقلة جند ودبابات من طراز "ميركافا 4" باستخدام قذائف "الياسين 105" وعبوات "شواظ"، في نقاط تماس استراتيجية شمالي القطاع مثل مخيم جباليا وبيت لاهيا.
كما قدّمت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، نموذجًا استثنائيًا في القنص والاستهداف المدفعي، بقنص جندي إسرائيلي شرقي غزة وقصف تجمعات قوات الاحتلال في محور "نتساريم" بقذائف هاون دقيقة.
العمل الجماعي بين فصائل المقاومة بدا جلياً في توثيق مشاهد استهداف موقع "فجة العسكري"، حيث تعاونت كتائب المجاهدين وسرايا القدس لتوجيه ضربات مزدوجة تُفقد الاحتلال توازنه وتضرب خطوط إمداده.
وفي الوقت الذي توغل فيه الاحتلال باتجاه أحياء مكتظة بالسكان، تعاملت كتائب شهداء الأقصى بإطلاق صواريخ قصيرة المدى استهدفت نقاط تمركز آليات الاحتلال قرب معبر رفح البري. هذه العمليات تؤكد امتلاك المقاومة معلومات استخبارية دقيقة، وإصرارها على إدارة المعركة بأدواتها الخاصة.
تصريحات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم قائد لواء "غفعاتي"، تعكس حجم المأزق الذي تعاني منه قواتهم، إذ وصفوا المواجهات بـحرب العصابات التي تخوضها مجموعات صغيرة لكن ذات كفاءة قتالية عالية. هذه المجموعات، التي يصفها العدو بأنها "لا تستسلم"، أضحت نموذجاً ملهماً للمقاومات الشعبية في العالم.
حرصت المقاومة الفلسطينية على توثيق عملياتها في مشاهد مصوّرة، تُظهر بدقة تأثير ضرباتها على قوات الاحتلال وآلياته. عرضت كتائب القسام مشاهد من كمينٍ مركّب استهدف دبابة إسرائيلية، بينما بثت سرايا القدس لقطات لقصف محاور الإمداد. هذا التوثيق هو رسالة للعالم بأن ما يجري في غزة ليس مجرد أرقام تُحصى، بل وقائع حيّة تكشف عن إرادة شعب يرفض الخضوع.
"طوفان الأقصى" ليست مجرد مواجهة ميدانية، بل معركة كسر الحصار عن روح غزة وإعادة وضع القضية الفلسطينية على أجندة العالم. في ظل صمت دولي مخجل وتواطؤ سياسي مكشوف، تواصل المقاومة نضالها، مؤكدة أن حق الشعوب لا يُنتزع، وأن المحتل لن يتمتع يوماً بالأمن على حساب أصحاب الأرض.