05 كانون الاول , 2024

الإسناد اليمنيّ المُتصاعد.. بلا خطوطٍ حمراء وبلا سقوف

لم يكُن دخول اليمن في معركة إسناد غزة مجرّد عمليّة إسناد بل هذه الجبهة بفاعليّتها وتأثيراتها تركت تبعات كبرى جاءت مُفاجئةً للصديق قبل العدو، أثبت اليمن من خلالها جرأةً لا مثيل لها كاسراً الهيبة الأمريكية ومحطّماً احلام الصّهاينة.

مراحلٌ عدّة تتبّعها اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادً لأهلنا في غزة ، استند فيها إلى تطوّر الميدان والاحداث على الأرض فكان يصعّد كمّاً ونوعاً بهدف ايلام الاحتلال الذي يمارس ابشع صور الإبادة الجماعية في فلسطين.

من مرحلة التصعيد الأولى وصولاً إلى المرحلة الخامسة كان اليمن يُطوّر من استهدافاته إذ وصلت العمليات إلى ذروتها مستهدفة أهدافاً حساسة وحيوية في العمق الصهيوني.

واللافت في الإسناد اليمنيّ أنه لم يقتصر على ايلام الإسرائيلي فحسب بل طال الحليف الاستراتيجي والداعم الأكبر والشريك بسفك دماء الأبرياء الأمريكي الذي يدفع اليوم ثمن وقوفه إلى جانب كيان الاحتلال عبر عمليات نوعية حطمت صورة الردع الأمريكية واذلّت جيشها بكل عديده وعتاده العسكري.

وكان للاسناد اليمني في مراحله الخمس تأثيرات كبيرة في المشهد العسكري والتبعات إذ مثّلت عمليات اليمن باشكالها المختلفة تحديا كبيرا لأمريكا وحلفائها وهزيمة مدوّية للغرب على مدى عام كامل من المواجهة.

يتحدث في هذا السياق الخبير بالشؤون العسكرية اللواء عبدالله الجفري ويؤكد أن تصعيد وتيرة العمليات العسكرية اليمنية وصولا إلى المرحلة الخامسة وتمكن القوات المسلحة مم القيام بعمليات مركبة في البحار جسد جهوزية قتالية عالية لمواجهة اي تحديات وخوض أشد المعارك.

وبيّن العميد الجفري أن قوات اليمن المسلحة استطاعت فرض حصار شامل على الملاحة البحرية الصهيونية على امتداد مسرح العمليات العسكرية المعلن من قبل اليمن.

وحول التأثيرات الأمنية والاقتصادية يقول الجفري أن عمليات اليمن اسهمت بشكل فاعل في التأثير على العدو الإسرائيلي اقتصاديا وعسكريًا واجتماعيا ومعنويا مستدلا بما تذكره وسائل الإعلام الإسرائيليّة والأمريكية عن دور جبهة الإسناد اليمني وأثرها في أحداث شلل كبير في حركة الاقتصاد الصهيوني.

ولعلّ من أبرز ما تسببت به العمليات اليمنية ومن أكبر الخسائر التوقيف التام لميناء ام الرشراش ايلات، لافتا في السياق أن الإعلام العبري أفاد بعزوف نسبة 50% من الشركات الاستثمارية والتجارية العاملة في الكيان الصهيوني.

ويرى خبراء عسكريّون أن من أهم ما يميز العمليات اليمنية هو تلك التي خصّت الولايات المتحدة الأمريكية فآلمتها وكسرت غرورها وكبرياءها وغطرستها في إشارة إلى الفشل الذي مني به التحالف الغربي بقيادتها والذي لم يستطع أن يوقف عمليات اليمن أو فك الحظر عن سفن الاحتلال او تلك التي ترتبط به.

كما يلفت الخبراء الى أن تمكن اليمن من تنفيذ عمليات مركبة ضد العدو الإسرائيلي وضد تحالف الأمريكان والبريطانيين كان بمثابة الحدث الاستثنائي الذي له ما قبله وما بعده.

معركة طوفان الأقصى ودعم جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية أسهما في إنهاك وإضعاف العدو الصهيوني الذي اعترف به رسميا أثناء إعلانه وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، والذي أكده بالقول: إن جيشه منهك ويحتاج لاستراحة.

وهو ما حدث بالفعل حيث استهلك العدو الصهيوني ترسانته الحربية البرية والبحرية، وحتى الدفاعات الجوية.

والعلميات العسكرية اليمنية المتواصلة ضد العدو الصهيوني استنزفت الدفاعات الجوية للكيان وفضحت منظوماته الدفاعية التي كان يتباهى بها أمام العالم ، حيث وللمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية- تتعرض حاملات الطائرات الأمريكية ومدمراتها الحربية وسفنها وبارجاتها الحربية للضربات كما حدث لها في اليمن ، فملامح الهزيمة والفشل الأمريكي باتت جليّة على لسان مسؤوليها في كل وسائل الإعلام الأمريكية.

جبهة اليمن كانت وستبقى جبهة المفاجآت وكلما أطال العدو أمد عدوانه على غزة كلما كان اليمن أقرب إلى تنفيذه وعوده وبالتالي فإن ملامح المرحلة السادسة من التصعيد باتت تلوح في الافق مع بنك أهداف يمني كبير وموسع قادر بلا شك على إيقاف الجنون الصهيوني وانتزاع الانتصار كرمى لغزّة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen