حين تُنذر المقاومة... السيادة خط أحمر والانتهاكات لن تمر
في لحظةٍ تختلط فيها أصداء التحذير بصرامة الموقف، وقفت المقاومة الإسلامية في لبنان مجدداً كحارسٍ أمينٍ للسيادة والكرامة الوطنية. بعمليةٍ تحذيريةٍ مدروسة، جاءت كصرخة حق في وجه اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، أكدت فيها المقاومة أن لبنان ليس ساحةً مباحةً لغطرسة العدو
في معادلة واضحة.. الاعتداء يُواجه بالردع، والكرامة تُصان بالقوة.. اكدت المقاومة موقفها الصارم الذي يعكس التزاماً عميقاً بحماية الأرض والشعب، ورسالةً جلية للعالم أن لبنان لن ينحني أمام الانتهاكات.
حيث ردت المقاومة الإسلامية في لبنان على خروقات العدو المتكررة في خطوة جاءت تأكيداً على تمسك المقاومة بحق الدفاع عن لبنان وأمن شعبه، منفذة عملية تحذيرية استهدفت موقع "رويسات العلم" التابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة.
العملية جاءت كرد فعل على سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
بيان المقاومة شدد على أن هذا الرد الأولي التحذيري هو حق مشروع بعد استمرار الاحتلال الإسرائيلي في خرق الاتفاقيات الدولية وتصعيد اعتداءاته، التي شملت إطلاق النار على المدنيين، شن غارات جوية على عدة مناطق لبنانية، واستهداف الأجواء اللبنانية، حتى العاصمة بيروت. الهجمات الإسرائيلية أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، ما زاد من معاناة اللبنانيين تحت وطأة العدوان.
من جهته أوضح رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز 52 خرقاً للهدنة، وهو ما يعكس استهتاراً واضحاً بالاتفاقيات الدولية داعيل إلى تدخل لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لإلزام "إسرائيل" بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووضع حد لهذه الانتهاكات.
عملية المقاومة تحمل رسالة واضحة انه لن يتم التسامح مع استمرار الاحتلال في التعديات ، شعار "قد أُعذر من أنذر" يؤكد أن المقاومة جاهزة للتصعيد إذا لزم الأمر، معتبرة أن محاولات التهدئة ومراجعة الأطراف المعنية لم تجد نفعاً أمام تعنت الاحتلال.
البيان التحذيري يأتي في ظل تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية، حيث أثبتت المقاومة الإسلامية التزامها بحماية السيادة اللبنانية وحقها في الرد على أي اعتداء. العملية في كفرشوبا ليست إلا بداية لاستراتيجية متوازنة بين التحذير والردع.
تتجدد مواقف المقاومة الإسلامية لتؤكد أنها الحصن الحصين للبنان. فرغم استغلال الاحتلال لحالة الهدنة، أثبتت المقاومة أنها جاهزة للتدخل متى تطلب الأمر، بما يحمي الشعب والأرض من أي اعتداء. ومع كل تحرك لها، تثبت المقاومة أنها ليست فقط خط الدفاع الأول للبنان، بل هي أيضاً رمز الصمود بوجه غطرسة الاحتلال.
بيان المقاومة الإسلامية الذي أعقب العملية التحذيرية ضد موقع الاحتلال في تلال كفرشوبا جاء كوثيقة استراتيجية تحمل في طياتها أبعاداً سياسية وعسكرية واضحة فمع استخدام مصطلح "عملية تحذيرية" عكست المقاومه استراتيجية متدرجة للمقاومة، تقوم على الرد المحدود الذي لا يتسبب بتصعيد واسع ولكنه يحمل تهديداً ضمنياً بتصعيد أكبر إذا استمرت الانتهاكات. العبارة المحورية في البيان "قد أُعذر من أنذر" تحمل تحذيراً قوياً، يفيد بأن المقاومة مستعدة لاتخاذ خطوات أقوى في حال تجاهل الاحتلال الرسائل الحالية.
بيان المقاومة هو تحرك محسوب بعناية، يجمع بين الحزم في الرد، الحكمة في التصعيد، والمرونة في استغلال المسار السياسي والدبلوماسي. الرسالة الأهم: المقاومة الإسلامية لا تبحث عن حرب، لكنها لن تسمح بالمساس بالسيادة اللبنانية أو تجاوز الخطوط الحمراء.