المقاومة تُعيد رسم المعادلات: جنوب لبنان بين غطرسة الاحتلال وصمود الكرامة
في قلب المشهد المليء بالتحديات، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي لفرض معادلات عدوانية على الأرض اللبنانية، تقف المقاومة الإسلامية صامدة، شاهدة على إرث طويل من التضحيات والانتصارات، لم تكن هذه الاعتداءات المتكررة سوى محاولة يائسة لترهيب الشعب اللبناني وزعزعة استقراره، لكن الرد المزلزل للمقاومة كان ولا يزال عنواناً للكرامة والتحدي.
في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، تبرز المقاومة كحارس أمين للأرض والسيادة، ملتزمة بالدفاع عن الشعب اللبناني وحمايته من غطرسة الاحتلال، موقنة بأن القوة المقابلة وحدها قادرة على ردع المعتدي وإفشال مخططاته. فبينما تسقط صواريخ الاحتلال على القرى الآمنة، ينبعث من الجنوب اللبناني صوت المقاومة، صوت القوة الذي يؤكد أن زمن الاستسلام قد ولى، وأن المعادلات ستُكتب بدماء الشهداء وإرادة الأحرار.
في خرق فاضح لاتفاق الهدنة المعلن بين لبنان و"إسرائيل" منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة استهدفت عدة بلدات جنوبية، مما أسفر عن استشهاد عشرة مواطنين، بينهم أطفال ونساء، ووقوع عدد من الجرحى.
ووفقاً لتقارير ميدانية، شملت الاعتداءات بلدة طلوسة التي شهدت استشهاد أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى بلدة حاريص التي فقدت خمسة من أبنائها في قصف استهدف مناطق سكنية. كما طالت الغارات مناطق أخرى، منها أطراف جباع، وادي عزة، تلة برغز، وأطراف شبعا، متسببة بدمار واسع في الممتلكات والبنى التحتية
على الرغم من الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لإبقاء اتفاق وقف إطلاق النار قائمًا، أظهر الاحتلال استمراره في استخدام القوة المفرطة وانتهاك السيادة اللبنانية. كما كثّف الطيران الإسرائيلي تحليقه على علو منخفض فوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، مهدداً أمن السكان ومثيراً الذعر بينهم.
وفي سياق متصل، نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان هجوماً تحذيرياً استهدف موقع رويسات العلم التابع للاحتلال في تلال كفرشوبا المحتلة. وجاء الرد بعد الجهود الرسمية اللبنانية في وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة رغم التواصل مع الجهات الدولية المعنية.
المقاومة شددت في بيان لها على أنها تحتفظ بحق الرد، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراءات أكثر حسماً إذا استمر الاحتلال في خروقاته واستهدافه للمدنيين.
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري دعا لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف انتهاكاته، مؤكداً أن استمرار هذا العدوان سيقود إلى تصعيد إقليمي خطير.
أما على الأرض، فرغم القصف المتكرر، لم تسجل عمليات نزوح واسعة من المناطق المستهدفة، مما يعكس صمود اللبنانيين وثقتهم بقدرة المقاومة على حماية أراضيهم وردع الاحتلال.
تتواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، خارقة اتفاق وقف اطلاق النار في خطوة تكشف عن نوايا عدوانية تعكس استمرارية سياسة الاحتلال تجاه المنطقة. وفي ظل هذا التصعيد، يبقى الجنوب اللبناني، ومعه المقاومة، نموذجاً للصمود والتحدي في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكدين أن هذه الأرض ستبقى عصية على الانكسار.