اليمن في مواجهة التحديات: كلمة الرئيس المشاط تبرز دعم فلسطين وتصعيد المواجهة مع الاستعمار الجديد
في كلمة حملت في طياتها رسائل حاسمة وعميقة، أكد الرئيس مهدي المشاط موقف بلاده الثابت في دعم فلسطين ومواجهة كافة أشكال التصعيد الخارجي و مع احتفالات اليمن بذكرى استقلاله، وضع المشاط معادلة واضحة بين صمود اليمن في مواجهة الاستعمار الجديد، بقيادة الولايات المتحدة، واستمرارية الدعم اللامحدود لغزة وفلسطين في محنتهم الراهنة.
في ذكرى الاستقلال اليمني، التي تحل في 30 من نوفمبر من كل عام، ألقى الرئيس المشير مهدي المشاط، كلمة تناولت أبعاداً متعددة للقضية اليمنية في سياق الأحداث الإقليمية والدولية الراهنة. تصدر المشاط حديثه بتأكيد استمرارية الدعم اليمني اللامحدود لفلسطين، مبرزاً بوضوح موقف بلاده الثابت في مواجهة أي تصعيد ضدها أو ضد القضية الفلسطينية، متحدياً محاولات الاستعمار الجديد الذي تقوده القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا.
في مستهل كلمته، أشاد الرئيس المشاط بمناسبة الذكرى 57 للاستقلال اليمني، مؤكداً على أنها تمثل درساً في المقاومة والصمود ضد الاستعمار، سواء كان بريطانيًا في الماضي أو أمريكيًا في الوقت الراهن. فقد أكد المشاط أن فلسفة الاستعمار، مهما تغيرت أشكاله وتسمياته، تبقى ذات الهدف المشترك: استعباد الشعوب ونهب ثرواتها. وهو ما ظهر جليًا في محاولات الولايات المتحدة وحلفائها استغلال بعض القوى المحلية في اليمن لفتح أبواب البلاد أمام الغزاة الجدد.
هذا التحليل لموقف الاستعمار الجديد يكشف عن رؤية استراتيجية متكاملة لدى المشاط، تُظهر أن اليمن يُدرك تماماً التهديدات التي تحدق به، ويعكس الوعي الكبير بأن التصدي لهذه التهديدات يجب أن يكون بمستوى أكبر وأقوى، سواء على الجبهة العسكرية أو السياسية.
وتطرق الرئيس المشاط إلى إمكانية التصعيد ضد اليمن من قِبَل قوى خارجية، مؤكداً أن اليمن جاهز لمواجهة أي تصعيد "بتصعيد أكبر ورد أقوى". في هذا السياق، تظهر الكلمة تأكيدًا على عزم اليمن في الدفاع عن سيادته، مستلهماً تجارب الماضي في مقاومة الاستعمار. هذا الموقف يتقاطع مع الدعم اليمني غير المشروط لفلسطين، حيث اعتبر تحرك الشعب الفلسطيني في "طوفان الأقصى" خطوة ضرورية ومشروعة ضد الاحتلال الصهيوني. وبحسب المشاط، فإن "مواجهة الأطماع الصهيونية في هذا الوقت هي أقل تكلفة وخطورة من أي مواجهة في المستقبل"، ما يشير إلى حساسية اللحظة التاريخية ودور اليمن في دعم هذه المواجهة.
إن كلمة المشاط لم تقتصر فقط على التأكيد على المواقف الاستراتيجية للبلاد، بل ركزت بشكل خاص على دعم اليمن المستمر لغزة وفلسطين. ففي وقتٍ يواجه فيه الفلسطينيون عدوانًا إسرائيليًا شرسًا، تكرر المشاط دعمه اللامحدود لفلسطين، مؤكدًا أن اليمن سيظل في الصف الأول في دعم المقاومة الفلسطينية، سواء عبر تقديم المساعدات الإنسانية أو من خلال الدعم العسكري المتاح. ولم يغفل المشاط عن الإشارة إلى الجهود اليمنية في البحر الأحمر والخليج العربي، في إشارة واضحة إلى دور اليمن المتنامي في التأثير على مجريات الصراع الإقليمي.
وفيما يخص السياسة الأمريكية في المنطقة، فقد حذر الرئيس المشاط من محاولات الولايات المتحدة إشعال الجبهة الداخلية في اليمن، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى الخروج من دائرة "التطبيع والصمت" ودعم القضية الفلسطينية بمواقف عملية وجادة. واعتبر أن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لن يجلب إلا مزيدًا من الوهن للأنظمة العربية، داعياً إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وداعميه.
وبالتوازي مع هذه الدعوة، أشاد المشاط بالموقف الجزائري الذي طرد وزيرة الخارجية السابقة للكيان الصهيوني من المنتدى الدولي، مؤكدًا على أهمية أن يكون الموقف العربي أكثر شجاعة في مواجهة التحديات الحالية.
تجسد كلمة الرئيس المشاط مواقف استراتيجية وثابتة في مواجهة التحديات التي تحيط باليمن وفلسطين، وتبرز التزامًا عميقًا في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية. إن هذا الخطاب لا يتوقف عند حدود التأييد السياسي لفلسطين، بل يتعدى ذلك إلى بناء جبهة متكاملة تشمل الأبعاد العسكرية والسياسية والإنسانية، ما يعكس عزم اليمن على الوقوف في وجه أي تهديدات قد تمس أمنه واستقلاله، وتقديم الدعم الكامل للأشقاء في غزة وفلسطين.