30 تشرين ثاني , 2024

اليمن.. قوّة عسكريّة مُتصاعدة ومُحترفة يخشاها الغرب

أجبر الحضور اليمني في ساحة المعركة كبرى الدول على الاعتراف بفاعليّة وتأثير الجبهة اليمنية بمعركة طوفان الأقصى إذ أقرّت مراكز دراسات وتقارير غربيّة بأن اليمن اليوم رسّخت قواعد اشتباك جديدة مكّنته من تمثيل تحوّل استراتيجيّ يخشاه الغرب برمّته.

مُتجاوزةً أصداء المنطقة ، لقّنتِ اليمن العالم درساً في التحدّي إذ أعادت الأحداث الأخيرة صياغة معادلة القوة في المنطقة عبر تحييد الهيمنة البحرية الأمريكية، فانخراط اليمن بمعركة طوفان الأقصى وترجمة ذلك عمليا بعمليات نوعية فاجأت الصديق قبل العدو غيّر الكثير في المشهد وأفضى إلى وقائع هامّة في العسكر والاستراتيجيا.

اليمن اليوم باعتراف الغرب باتت قوة متصاعدة قادرة على تغيير قواعد اللعبة ومهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية..

صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية تحدثت عن التحول المهم الذي احدثته الجبهة اليمنية مُقرّةً أن القوات المسلحة اليمنية باتت تشكل تهديداً استراتيجيا متصاعدا للولايات المتحدة الأمريكية.

وتستندُ الصحيفة إلى معطيات ومخرجات الميدان سيما الساحة البحرية التي برز فيها دور اليمن بكل قوة، مربكا بفاعليّتها القوات الامريكية وحلفاؤها، لافتة في هذا السياق للخبرة التي راكمها اليمن طيلة سنوات العدوان عليه وهي التي جعلته قوة عسكرية محترفة قادرة على تهديد المصالح الغربية في كل المنطقة.

بدوره معهد دراسات الحرب الأمريكي وفي تقرير مُوازٍ أقرّ بتفوّق اليمن الاستخباراتي بجهة التعامل مع اسلوب العمل الأمريكي ما جعله متمكّناً من التكيّف وتطوير تكتيكات جديدة للمواجهة.

التقرير البريطاني الذي اكد ان اليمن بات يمثل تحديا كبيرا للقوات الأمريكية، سلط الضوء في تقريره على مسرح العمليات في البحر الأحمر وأهمية هذه المعركة التي وصفها بالكارثة بالنسبة لأمريكا موضحا انها حرب استنزاف لموارد الجيش الأمريكي.

هذا التطور الخطير والتحول الاستراتيجي الهام على صعيد جبهة اليمن نتج عنه تغير جذري في موازين القوى بالمنطقة باتت فيه صنعاء قوة لا يمكن تجاهلها مع ترك الباب مفتوحا أمام سيناريوهات جديدة ومفاجآت غير متوقعة.

 واليوم يشهد العالم اليوم إعادة تشكيل ميزان القوى تحت وطأة صراع الدول الكبرى ، وفي هذا المشهد المضطرب، تبرز صنعاء كرقم صعب لا يمكن تجاهله، تمتلك مفاتيح استراتيجيات بحرية وعسكرية قادرة على قلب الموازين ، فما يجري ليس مجرد صراع نفوذ إقليمي، بل هو صراع على مستقبل الهيمنة الدولية، حيث تتشابك المصالح وتتصادم القوى، تاركة المجال مفتوحاً لمن يجيد قراءة المتغيرات وصياغة التحالفات

وصنعاء اليوم ليست مجرد طرف في معادلة إقليمية، بل قد تكون اللاعب الذي يحدد شكل اللعبة بأسرها.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen