دولي

في مشهد لا يزال يتكرر بكل قوة منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل المقاومة الفلسطينية توجيه ضرباتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، متحدية الحصار المطبق في قطاع غزة، والتصعيد العسكري المستمر في الضفة الغربية وبينما تستمر المعاناة الإنسانية والحصار في شمال قطاع غزة الذي تجاوز 55 يوماً، توجه المقاومة الفلسطينية ضربات مؤلمة لقوات الاحتلال.
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كثفت استهدافها لمحاور تقدم الاحتلال شمال القطاع بوابل من قذائف الهاون. كما أعلنت قوات الشهيد عمر القاسم عن تفجير عبوة ناسفة في ناقلة جند إسرائيلية في حي الجنينة شرقي رفح، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال هذه العمليات ليست مجرد ردود فعل على العدوان الإسرائيلي، بل هي رسالة تحمل أبعادًا استراتيجية تؤكد أن الحصار الخانق لن يثني المقاومة عن استمرارها في المعركة، مهما بلغت الخسائر أو اشتدت الظروف.

بالتوازي مع غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في العمليات المقاومة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نفذ المقاومون 12 عملاً نوعيًا شمل اشتباكات مسلحة، تفجير عبوات ناسفة، ومواجهات عنيفة في مناطق مختلفة.

في قباطية وفقوعة بجنين، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدتين، فيما شهدت مخيمات الفارعة ونور شمس في طولكرم مواجهات ضارية. وفي نابلس، تصدى أهالي بلدة سالم لهجوم مستوطنين، بينما واجهت بلدة الخضر في بيت لحم اقتحامات جديدة لقوات الاحتلال.

التصعيد في الضفة لم يتوقف عند المواجهات، بل امتد إلى أرقام تعكس حجم المعاناة: منذ السابع من أكتوبر، ارتقى 716 شهيدًا بينهم 160 طفلاً و10 نساء، فيما بلغ عدد المعتقلين أكثر من 11,700 شخص بينهم 435 امرأة و765 طفلاً.

عمليات المقاومة في غزة والضفة تعكس استراتيجية تكاملية واضحة. فبينما تتحمل غزة عبء الحصار والعدوان العسكري المباشر، تشكل الضفة الغربية نقطة استنزاف مستمرة لقوات الاحتلال، التي باتت عاجزة عن القضاء على المقاومة رغم وحشية عدوانها.

هذه المقاومة تُظهر شجاعة لا مثيل لها، حيث تتمكن من استهداف ناقلات الجنود، إسقاط المسيّرات، وتكبيد الاحتلال خسائر في العديد والعتاد، لتثبت أن الشعب الفلسطيني بمقاومته وصموده قادر على كسر عنجهية الاحتلال وإفشال مخططاته.