بيئة المقاومة: صمود وانجازات.. إنه نصر الله
انتصار المقاومة في لبنان بعد ستة وستين يوماً من العدوان، جاء بهمّة رجال الله في الميدان، ودعم واسناد أهل المقاومة الذين صمدوا في ارضهم، وعادوا اليها متمسكين بنهج الحق ونصر الله.
بكل افتخار، سجل لبنان ومقاومته وشعبه انتصارا جديدا حاسما على العدو الإسرائيلي، ولعل هذا الانتصار من أهم الانتصارات التي تحققت حتى الساعة من قبل بلد وشعب عربي بمواجهة هذا الكيان السرطاني الصهيوني المتغطرس المزروع في منطقتنا.
بطبيعة الحال تم تسجيل هذا الانتصار في ظل الأحداث المتسارعة التي مر بها لبنان بفعل عوامل عدّة، واحد من هذه العوامل: بيئة المقاومة التي كان لها دورها الفعّال بمساندة رجال الله في الميدان والالتفاف الشعبي حول المقاومة والمفاوض الرسمي الدور المجدي للوصول الى النصر المظّفر.
لا مبالغة إن قلنا ان هذا النصر قد يعتبر من اهم الانتصارات التي حققت على العدو وربما هو الانتصار الأهم، فهو جاء بفضل الله وبفضل صمود المقاومين على الحدود وإفشالهم العملية البرية الاسرائيلية التي شكّلت نتائجها خسارة مدوّية لكل ما رسم في مخيلة قادة العدو بأن بإمكانهم تغيير الواقع في جنوب وكل لبنان.
كما ان قدرة المقاومة في المجالين الصاروخي والمُسيّرات، وتطورها وإمكانية العمل في ظل التحكم الجوي الاسرائيلي والإطباق الاستخباراتي، والامكانات الفنية والتكنولوجية الهائلة للعدو، شكل علامة فارقة في عمل المقاومة.
كل ما سبق له أهميته البالغة، إلا ان ما يضيف الى أهميته المزيد، هو حالة الثبات منقطعة النظير التي أظهرتها بيئة المقاومة، ومن خلفها السواد الأعظم من الشعب اللبناني/ المتضامن والمتآخي بالتزامن مع مواقف الدعم من مختلف القوى السياسية.
فقد شكلت بيئة المقاومة سندا صلبا، اعتمدت عليه المقاومة وقيادتها ومجاهديها في كيفية التعامل المناسب مع العدوان.
ومن خلف النازحين وأمامهم كانت عوائل الشهداء والجرحى، من آباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات، كانوا حاضرين في الساحة لرفد المقاومين بسيل من الدعم المعنوي بعد الدعم بالدم.
إذاً جاء الانتصار العزيز بجدارة أبناء الوطن مقاومين بالميدان ومفاوضين محنكين بالسياسة، حتى تحقق الهدف وانكسر العدوان بدون منّة من أحد بل فُرض النصر فرضا على العدو، تأكيدا على مقولة سيد شهداء الامة الشهيد المقدس السيد نصر الله(قده) انه قد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات.