27 تشرين ثاني , 2024

بعد صورة النّصر الوهمي لنتنياهو، الدّاخل الصّهيوني مُنتقداً: اتفاقُ خضوع

رغم الاستعراض الكاذب لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ، لاقى الأخير موجة كبيرة من الانتقادات حيث وصّف الإعلام العبري اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان بأنه اتفاقُ خضوع واستسلام.

بعد كثيرٍ من الاخفاقات ، احتاج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استخدام صورة الإنتصار الوهمي من أجل تسويقه للجمهور الاسرائيلي الممتعض أصلاً مما يحدث في جبهة لبنان.

فكثيرون داخل كيان الاحتلال يعتبرون الذهاب الى تسوية في لبنان بمثابة الهزيمة خصوصا وان وعود نتنياهو  في إقامة شريط أمني جنوب لبنان، والقضاء على قدرات حزب الله تبخرت حيث ماتزال المقاومة الإسلامية في لبنان تحتفظ بقدراتها وبإمكانها إلحاق ضرر كبير بكيان الاحتلال.

ويعكس الهجوم الجوي العنيف من قِبل قوات الاحتلال في الساعات الماضية الافلاس السياسي والعسكري الاسرائيلي حيث من السهل جدا على جيش الاحتلال استهداف المدنيين، ولكن هذا لا يعتبر انتصارا لجيش الاحتلال فالحرب ليست بين جيش الاحتلال والمدنيين، بل بين جيش الاحتلال والمقاومة، التي مازالت باقية.

الاتفاق أفرز غضباً عارماً في المستوى السياسي والمجتمعي داخل كيان الاحتلال.

على المستوى السياسي، رأى وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير ان الاتفاق بين إسرائيل ولبنان لا يحقق أهداف الحرب بإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان، واصفاً الاتفاق بالخطأ التاريخي..

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن أي اتفاق مع حزب الله لن يمحو العار، ويجب إبرام صفقة لإعادة المختطفين وجميع المواطنين إلى منازلهم.

وتابع لابيد بالقول: الحكومة الإسرائيلية انجرّت إلى وقف إطلاق النار، وفشلت في تحويل انتصارات عسكرية إلى إنجازات سياسية.

على مستوى الداخل الصهيوني ، مسؤولون في مستوطنات الشمال رأوا في الاتفاق مع لبنان جريمة بحقهم لافتين إلى أنّ وعود نتنياهو في هذا السياق كاذبة.

دافيد أزولاي، رئيس مجلس المطلة، يقول إنّه لن يسمح بعودة السكان إلى المستوطنة الحدودية قائلاً: أنا أطلب إلى السكان عدم العودة والسكن في الشمال، وأن يذهبوا وينتشروا في تل أبيب. وسلام على إسرائيل، ولنتخلَّ عن الشمال.

من جهته، أكد إيتان دافيدي، رئيس مجلس مرغليوت، أن الاتفاق مع لبنان هو جريمة بحق سكان الشمال.

أمّا دورون شينبر، المتحدث باسم بلدية كريات شمونة، فذكّر بوعد الحكومة الإسرائيلية الكاذب قائلاً: نطالب بما حددته الحكومة ورئيسها، وهو الانتصار المطلق، بحيث لا يكون اتفاق خضوع.

ووجّه دودو سترول، من مستوطني كريات شمونة رسالة إلى نتنياهو، يقول فيها إنّه من دون أمن وهدوء لن نعود.

بدوره، حذّر رئيس مجلس ميتا آشر الإقليمي، والذي يضمّ عدداً من مستوطنات الجليل الغربي، من أنّ اسرائيل ستجد نفسها في الأعوام المقبلة مع حزب الله أقوى وأكثر صلابةً، في حال توقيع الاتفاق وتابع متخوفاً: سندفع الدماء ثمناً لذلك.

كل المؤشرات تجزم اذا ان حزب الله سيظل قويا، ولن يستطيع أحد فرض رؤيته عليه لا الكيان الاسرائيلي، ولا غيره، و يبدو أن ضربات المقاومة الصاروخية المكثفة التي نفذتها مؤخرا منعت الاحتلال الإسرائيلي من رسم تفاصيل المشهد الأخير.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen