26 تشرين ثاني , 2024

تصعيد المُقاومة يُربك الاحتلال الإسرائيليّ ويفرضُ معادلات جديدة

لم ينجح الضغط العسكري الجوي لكيان الاحتلال في وقف عمليّات المقاومة التي لا تزال تنفذ عمليات عسكرية نوعية ومركّبة أربكت إسرائيل وأجهضت كلّ مساعيها الرّامية لاحراز تقدم يحفظ ماء وجهها في الميدان.

مع كل تصعيد جديد من قبل حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي، تتسارع الأحداث الميدانية وتتغير المعادلات السياسية والعسكرية في المنطقة ، وهذا ماحدث خلال الساعات الماضية، التي شهدت تصعيدا نوعياً من المقاومة اللبنانية دفع حكومة الاحتلال إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة تداعياته.

رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي عقد اجتماعاً طارئاً بالامس مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث تطورات الوضع وتصريحاته حول اتصاله مع المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين حثّه على مواصلة الجهود الرامية لوقف اطلاق النار

جاءت هذه التطورات عقب استهداف تل ابيب خمس مرات وضرب المدن المحتلة باكثر من 340 صاروخا في تصعيد هو الاكبر منذ بدء المواجهات..

وبالتالي فإن هذا التحرك السريع من قبل نتنياهو يعكس حالة الارتباك داخل القيادة الإسرائيلية، التي باتت تدرك صعوبة احتواء التصعيد المتزايد على الجبهة الشمالية.

في خضم هذه الأحداث، برزت تحركاتٌ أمريكية وفرنسية مكثفة للتوسط في اتفاقٍ لوقف إطلاق النار مع لبنان، حيث اكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وافق على بنود هذا الاتفاق، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية أنه سيتم الإعلان عن الاتفاق رسمياً بعد عرضه على الكابينيت الإسرائيلي للمصادقة عليه.

هذه التطورات أتت بالتزامن مع استمرار المقاومة في دك عمق الاحتلال الإسرائيلي، حيث نفّذ مجاهدو المقاومة الإسلامية وللمرّة الأولى عملية نوعية استهدفت معسكر الفوران، وهي قاعدة لتمركز القوات البريّة وجاهزيتها على الاتجاه السوري في الجولان السوري المُحتل، بصليةٍ صاروخية.

كما تم استهداف قاعدة راوية الشمالية، التي تُعدّ مقر قيادة الكتيبة 71 مدرعات في اللواء 188 وتحتوي على مخزن ذخيرة للدبابات، بصليةٍ صاروخية أخرى، إضافةً إلى دك تجمعات العدو في مواقع عدة بالجولان.

ومع استمرار تصاعد ضربات المقاومة، يتأكد يوماً بعد يوم أن صواريخها قادرة على فرض إرادتها على الاحتلال، وإجباره على وقف الحرب بشروط المقاومة، لا بشروطه.

هذا هو منطق المعادلة الجديدة: القوة تُواجه بالقوة، والاحتلال يدفع ثمن غطرسته في عمق كيانه.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen