تظاهرات في تل أبيب ونتنياهو يستثمر لإطالة أمدِ العدوان
على وقع التّظاهرات الأسبوعيّة التي تشهدها تل أبيب، يستمرّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستثمار في الوقت هادفاً تجنيب نفسه المساءلة واطالة أمد العدوان.
على مدار الأسابيع الماضية لم يخلو الشارع الإسرائيلي من المستوطنين الذين يخرجون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق نار يتيح عودة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينيّة.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يُعر أي أهمية لكل تلك التحركات بل تجاهلها مراراً وتكراراً.
ومن جديد تبرزُ الشواهد بعدم اهتمام نتنياهو باستعادة الأسرى بقدر استثماره هذا الملف لمواصلة العدوان على غزة واطالة امده، وأنّ حديثه عن ما اسماه هدف استعادتهم ما هو إلا كذب ومغالطة وتضليل للعالم بصورة عامة وللداخل الإسرائيلي بشكل خاص.
نتيناهو الذي لايزال يبيع الوهم ليس وحيداً، تشاركه الادارة الأمريكية التي تقود بدورها تلاعباً كبيراً بالرأي العام العالمي إذ جعلت من صفقة تبادل الأسرى عنواناً لكل جولات المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة بهدف تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية عرقلة نجاحها.
وأمريكا نفسها لازالت تعطي نتنياهو الضوء الأخضر للاستمرار بحرب الابادة في غزة وما الفيتو الأمريكي الأخير ضد قرار مجلس الأمن الداعي لوقف الحرب الا نموذجاً على هذه الشراكة الأمريكية الصهيونية.
في هذا السياق يرى مراقبون أن لو كان نتيناهو مهتم فعليا باستعادة الأسرى لكان قد أنجز الصفقة منذ فترة طويلة كونه يتمتع بصلاحيات مطلقة في ملف التفاوض ومع ذلك لم يفعل شيئاً.
تقول صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتيناهو مهيمن على ملف الأسرى وهو من يعطي التعليمات لفريق التفاوض كما انه يقرر بعيدا عن حكومته والاجهزة الأمنية.
واضح أن نتنياهو يسعى للتخلص من ورقة الأسرى عبر قتلهم جميعا كي لا تبقى ورقة ضغط عليه والدليل على الأرض استخدامه سياسة الأرض المحروقة بعلمه بتواجد اسراه داخل قطاع غزة وبمعنى اخر هو يطبق قانون هانيبال الذي يجيز لجيش العدو قتل اسراه بهدف عدم ابقائهم أسرى لدى المقاومة.
مع العلم أن المقاومة الفلسطينية نجحت في ابقاء نصف الأسرى حتى الآن أحياء وما يؤكد ذلك اعلان ابو عبيدة عن مقتل أسيرة في شمال القطاع وهي لمنطقة التي يستخدم فيها جيش الاحتلال سياسة الأرض المحروقة حيث يصعب فعليا الاحتفاظ بالاسرى ومع ذلك احتفظت المقاومة بأسرى في تلك المنطقة وما زالت.. بدليل إشارة ابوعبيدة إلى وجود خطر محدق على أسيرة أخرى كانت برفقة الاسيرة القتيلة.