في خِضمّ الحرب.. ظاهرةُ الانتحار تفتكُ بجنود الاحتلال
لا تنحصرُ خسائر الاحتلال الإسرائيلي في ميادين القتال إن في غزّة او لبنان ، حتّى من عاد من تلك المواجهات واجه حرباً نفسيّة قاضته نحو الانتحار.
من لم يعُد مقتولاً .. عاد باضطراباتٍ نفسيّة قادتهُ نحو الانتحار.. هكذا هو حال جنود الاحتلال العائدين من ميدان القتال في غزة ولبنان..
صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية كشفت عن انتحار ستة جنود على الأقل من الذين شاركوا في القتال لفترة طويلة في غزة ولبنان خلال الأشهر الأخيرة.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يرفض حاليًا الكشف عن العدد الكامل للجنود الذين انتحروا خلال الحرب، مشيرةً إلى أن الآثار النفسية الحقيقية على الجنود ستظهر حينما تنتهي الحرب.
المُعطيات في هذا الخصوص تشيرُ إلى ارتفاع عدد الجنود الذين يطلبون العلاج النفسي في الأسابيع الأخيرة ، اذ رجّحت تقارير أمنية اسرائيلية تزايد بنسبة عدد المصابين في صفوف جيش الاحتلال بأزمات نفسية حتى العام 2030، بنسبة 172%، فيما رصدت نسبة الإعاقات النفسية 61%.
كما تشير المعطيات ذاتها، إلى أن دائرة تأهيل الجنود المعاقين في الجيش كانت تعتني بحوالي 62 ألف معاق، بينهم 11 ألفا مصابين بإعاقات نفسية.
ولأول مرة، ووفقًا لتوقعات وزارة الأمن، فإن عدد المعاقين سيرتفع إلى 78 ألفا بحلول نهاية العام الحالي، بينهم 15 ألفا مصابون بإعاقات شديدة، وأن هذا العدد سيرتفع إلى 100 ألف في العام 2030، مسجلا بذلك زيادة بنسبة 61%، بينهم 30 ألفا مصابون بإعاقات نفسية، أي بزيادة عدد المعاقين النفسيين بنسبته 172%.
أمّا عن الميزانية المالية لدوائر تأهيل الجنود المعاقين ، تُفيد المعطيات نفسها أنها بلغت 3.7 مليار شيكل، في العام 2019، إلى 10.7 مليار شيكل في العام 2030، حسبما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلا عن معطيات وزارة الأمن الإسرائيلية.
وتتوقع وزارة الأمن ارتفاع ميزانية عائلات الجنود القتلى من 1.8 مليار شيكل في العام الماضي إلى 4.2 مليار شيكل بحلول نهاية العام الحالي، وإلى 6.2 مليار شيكل في العام 2030. إلا أن التقديرات تشير إلى أن هذه المعطيات سترتفع أكثر بكثير في حال اتساع الحرب لتشمل لبنان وربما مناطق أخرى، وسيستهدف فيها مدنيون وجنود إسرائيليون، سيسقطون بين قتيل وجريح.
وأضافت المعطيات أن دائرة تأهيل الجنود المعاقين اعترفت بإعاقة 10,646 جندي منذ بداية الحرب على غزة وحتى الآن، وأن أكثر من ألف جندي معاق يعترف بهم شهريا. ومنتصف أبريل/ نيسان الماضي اعترف الجيش الإسرائيلي بـ"إعاقة" أكثر من 2000 جندي وشرطي وعنصر أمن، منذ بداية حربه على قطاع غزة، وفق ما نقله موقع "واللا" الإخباري العبري عن معهد السلامة والأمن التابع لوزارة العمل الإسرائيلية.
وأضاف الموقع وقتها، أن "نسبة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم، ارتفعت من 18.7 بالمئة الصيف الماضي، إلى 37.7 بالمئة، أي بزيادة 101 بالمئة.
وأوضح أن الإبلاغ عن المعاناة من ضغوط عالية ارتفع إلى 43.5 بالمئة أثناء الحرب، بزيادة نحو 78 بالمئة..
هذه الأرقام الكبيرة تكشف جانباً آخر من الاخفاق الصهيوني وتبعات الفشل التي تركت كبرى آثارها في نفوس جنوده المنهكين في حروب استنزفتهم وحطّمت معنويّاتهم وصولاً إلى القضاء على أنفسهم عبر الانتحار.