23 تشرين ثاني , 2024

من الخيام إلى حيفا: نار المقاومة تلتهم خطوط العدو

على تخوم الخيام، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، ترسم المقاومة الإسلامية بدماء مجاهديها ووهج صواريخها معادلة جديدة في المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي. في هذه البقعة التي تتوشح بصمودها، ارتفعت وتيرة المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث كانت المسيّرات الانقضاضية والصواريخ النوعية عنواناً لرسالةٍ لا لبس فيها: لن تُكسر إرادة المقاومة مهما بلغ غطرسة العدو.

وسط أزيز الصواريخ ودوي الانفجارات، تثبت المقاومة الإسلامية في لبنان أن المعركة مع الاحتلال ليست مجرد مواجهة عابرة، بل ملحمة تتجسد فيها إرادة التحرر والانتصار. من الخيام إلى حيفا، ومن الحدود إلى العمق، تؤكد المقاومة أن زمن الهيمنة الإسرائيلية قد ولّى، وأن الميدان بات شاهداً على ميلاد معادلة جديدة تُكتب بالنار والإرادة. في هذه المواجهة، لا يعلو سوى صوت الصمود، ولا ينتصر سوى من يحمل راية الحق، والمقاومة اليوم هي الحصن الذي تتكسر عليه أطماع المحتل."

في تصعيدٍ نوعي غير مسبوق، وبثمانية وعشرين مسيرة انقضاضية سجّلت المقاومة الإسلامية في لبنان واحدة من أضخم الهجمات بالمسيّرات الانقضاضية منذ بدء المواجهات، مستهدفةً تجمعات العدو الإسرائيلي في مدينة الخيام جنوب لبنان. جاءت هذه الضربات في إطار سلسلة عمليات نوعية تؤكد على التصعيد المدروس للمقاومة، وتكشف عن تنامي قدراتها العسكرية، ما يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة المتعددة الأبعاد ضد الاحتلال الإسرائيلي.

مدينة الخيام، الواقعة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، تحوّلت إلى مسرحٍ لاشتباكات عنيفة بين مجاهدي المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الإسرائيلي. في محاولات يائسة للتوغل، تلقى العدو سلسلة ضربات مركّزة نفذها رجال المقاومة.

لم تقف عمليات المقاومة عند حدود المواجهة المباشرة، بل امتدت إلى ضربات استراتيجية في العمق الفلسطيني المحتل: حيفا حيث استُهدفت القاعدة التقنية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بصواريخ "نصر 2" شرق حيفا، ما شكّل ضربة معنوية ولوجستية موجعة.

عكا وتحديدا قاعدة شراغا، المقر الإداري لقيادة لواء غولاني، تعرضت لهجوم صاروخي دقيق.

الجولان السوري المحتل في رسالة واضحة بأن المواجهة ليست محصورة جغرافياً، استهدفت المقاومة مواقع حساسة مثل موقع حبوشيت ومركز الإنذار المبكر الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ.

لم تقتصر العمليات على الهجوم البري والجوي؛ إذ تصدّت المقاومة لطائرة حربية إسرائيلية قبالة مدينة صيدا، مستخدمة أسلحة نوعية أجبرتها على الانسحاب.

ما تشهده المنطقة اليوم يتجاوز كونه مجرد تصعيد ميداني. إن توظيف المقاومة الإسلامية للتكتيكات الحديثة، مثل المسيّرات الهجومية والصواريخ الدقيقة، إلى جانب استمرار العمليات البرية والصاروخية، يعكس إدراكاً عميقاً لتوازن الردع.

هذه العمليات تحمل رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي وحلفائه بأن قواعد الاشتباك تتغير لصالح المقاومة، وأن محاولات الاحتلال فرض هيمنته تواجه مقاومة لا تعرف التراجع ونوعية العمليات والقدرة على استهداف عمق الاحتلال تعكس مدى التطور النوعي في تسليح المقاومة واستراتيجيتها.

المقاومة الإسلامية في لبنان أثبتت مرة أخرى أنها الرقم الأصعب في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. من الخيام إلى حيفا وعكا والجولان، استطاعت المقاومة تحقيق معادلة جديدة من الردع، مستعرضةً قدراتها في استخدام التكنولوجيا المتقدمة وتكتيكات المواجهة الشاملة. وفي ظل استمرار هذه العمليات النوعية، يبقى الاحتلال في مواجهة مصير مجهول أمام إرادة مقاومة لا تنكسر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen