23 تشرين ثاني , 2024

مسيرات اليمن المليونية: عهد بالدماء ودعوة للنصر في فلسطين ولبنان

في وجه الأمطار الغزيرة، وتحت سماء ملبدة بالغيوم، ارتفعت على الارض هتافات الشعب اليمني ضد العدوان، مجددة موقفها الراسخ والمبدئي في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وإدانة الدور الأمريكي المساند له.

بين زخات المطر وفي أجواء تتنفس عزيمة لا تلين، خرج الشعب اليمني في مسيرة مليونية تُحاكي أبطالًا سطروا بدمائهم تاريخًا لا يُنسى. "مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر"، كان الشعار الذي رفعه اليمنيون في كل شبر من ساحتهم الكبرى، ليؤكدوا للعالم أن دماء الشهداء لا تُنسى، وأن تضحياتهم هي النور الذي يضيء درب النصر. في صنعاء يوم امس لم يكن هناك مجرد حشد جماهيري، بل كان هناك عهد يتجدد، وقوة متجددة، ورسالة نارية تقول: "لن نتراجع، ولن نتنازل عن دعم المقاومة في فلسطين ولبنان، حتى لو اجتمع علينا العالم بأسره.

 هذه المسيرة أكثر من مجرد تأكيد للمواقف الثابتة، بل  صرخة مدوية في وجه الظلم والعدوان، إعلانًا بأن الشعب اليمني هو الحارس الأمين على قضية الأمة المركزية، وأنه مستعد للمضي قدماً في درب الشهداء حتى تحقيق النصر.

الحشود التي ملأت الساحات، في مشهد نادر من الوحدة والإصرار، كانت تحمل رسالة واحدة لا لبس فيها: "لن نترك غزة ولبنان وحيدين في محنتهم". لقد كانت مسيرة يوم امس أكثر من مجرد تضامن، كانت تأكيدًا على أن اليمن لا يمكنه أن يتراجع عن دعم المقاومة في فلسطين ولبنان مهما كانت الظروف. في وجه الأمطار الغزيرة، وعبر سماء ملبدة بالغيوم، ارتفعت هتافات الشعب اليمني ضد العدوان، مجددًا موقفه الراسخ والمبدئي في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وإدانة للدور الأمريكي المساند له.

إن ما يجعل هذا الحشد مختلفًا هو تلك الروح الثابتة التي أظهرها الشعب اليمني في تأكيده على الجهاد، وعلى تمسكه بالأمل وهذا ما اكده البيان الختامي، حيث جدد المشاركون في المسيرة العهد مع الشهداء، معلنين استمرار المسيرات المليونية أسبوعيًا، وموضحين أن "المضي على درب الشهداء هو واجب لا يمكن التنازل عنه". وكأن الحشود قالت بصوت واحد: "لن نتراجع عن دعم المقاومة في غزة ولبنان، ولن يثنينا أي تهديد أو محاولات لتخويفنا".

كما أصر البيان على ضرورة مواصلة مقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية، مشددًا على أن "مقاطعة العدو هي بداية التحرر من سيطرته". في هذه اللحظة، لم تكن المسيرة مجرد احتجاج ضد الاحتلال، بل كانت إعلانًا عن حالة من الوعي الكامل بأن العدو لا يتوقف عند الحدود الجغرافية لفلسطين ولبنان، بل يسعى للهيمنة على كل الأمة الإسلامية.

وفي خطوة قوية من القوات المسلحة اليمنية، تم الإعلان عن عملية عسكرية استهدفت قاعدة "نيفاتيم" الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي، كدليل عملي على أن دعم اليمن لفلسطين ولبنان لا يتوقف عند التصريحات، بل يتجسد في أفعال حاسمة على الأرض. "سنبقى حراسًا لهذا العهد، وسنستمر في ضرب العدو حتى تتحقق أهدافنا"، كما جاء في تصريحات المتحدث العسكري العميد يحيى سريع.

في صدى المسيرة، كان هناك دعوة واضحة لجميع شعوب الأمة العربية والإسلامية للتحرك الفعّال والوقوف في وجه سياسة الاستكبار العالمي. "إن خيارنا الوحيد هو الجهاد والمقاومة، ولن نقبل بأي بديل آخر"، كانت هذه الرسالة التي حملتها الحشود، مؤكدةً أن الجهاد في سبيل الله هو الخيار الذي لا مفر منه إذا أردنا الوقوف في وجه الظلم.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen