من اليمن إلى النقب: رسائل صاروخية تصل إلى قلب الاحتلال
في مشهد يعيد رسم معادلات القوة في المنطقة، أثبت اليمن أنه ليس مجرد صوت داعم للمقاومة، بل قوة فعلية قادرة على التأثير في عمق الكيان الصهيوني.
وسط تظاهرات مليونية غير مسبوقة في العاصمة صنعاء وأكثر من 460 ساحة مركزية وفرعية في المحافظات اليمنية، ألقى العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، كلمة تضامنية مع غزة ولبنان، أعلن فيها عن عملية نوعية استهدفت قاعدة "نيفاتيم" الجوية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة.
العملية، التي تم تنفيذها باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، حققت هدفها بنجاح، مشدداً على أنّ القوات المسلحة اليمنية مستمرة في تصعيدها العسكري رداً على جرائم الاحتلال في غزة ولبنان هذا الإنجاز يحمل أبعاداً استراتيجية وسياسية تعكس تماسك الشعوب الحرة في وجه الهيمنة والاستبداد، ويؤكد أن الإرادة الصلبة قادرة على اختراق كل خطوط العدو.
عملية استهداف قاعدة "نيفاتيم" الجوية تحمل أبعاداً استراتيجية وسياسية متعددة، فمن جهة تؤكد القدرات المتنامية للقوة الصاروخية اليمنية، ومن جهة أخرى تمثل رسالة حازمة بأنّ المقاومة في المنطقة تتكامل على مستوى الأداء والأهداف. الصاروخ "فلسطين 2"، الذي وُصف بالفرط صوتي، يبرز كرمز جديد للتلاحم بين اليمن وغزة ولبنان، حيث يمتد تأثير المقاومة ليصل إلى عمق الكيان الصهيوني في النقب، مستهدفاً بنية تحتية حيوية للاحتلال.
الضربة الصاروخية جاءت في سياق التفاعل مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي جرائمه في غزة ولبنان، وهو ما يعزز موقع اليمن كطرف فاعل في محور المقاومة. العميد سريع شدد على أنّ العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة ولبنان، ما يعكس إرادة يمنية للمساهمة في تغيير معادلات القوة في المنطقة.
الهجوم على "نيفاتيم" يوضح أنّ أي عدوان على المقاومة لن يمر دون ردّ، حتى من أماكن خارج الجغرافيا الفلسطينية التقليدية. اليمن، الذي يعاني من حرب وحصار، يظهر قوته في دعم القضايا الإنسانية الكبرى ووقوفه بجانب الشعوب المظلومة، مقدماً نموذجاً للالتزام العملي بالقضية الفلسطينية ومؤكداً على أهمية وحدة الصفوف خلف خيار المقاومة.
ليثبت اليمن مرة أخرى أنّه رغم التحديات الداخلية والخارجية، يظل جزءاً أصيلاً من مشروع المقاومة في المنطقة. الهجوم الصاروخي يحمل رسالة واحدة: أنّ صوت الحق يتفوق على كل محاولات الإخضاع. إنّ استهداف قاعدة "نيفاتيم" يشكل بداية مرحلة جديدة من المواجهة، حيث يصبح الاحتلال أمام تحديات عسكرية متزايدة من محور المقاومة، الذي يبدو اليوم أكثر تماسكاً وقوة من أي وقت مضى.