المقاومة الفلسطينية: تحول استراتيجي يُربك الاحتلال ويُشعل الميدان
خلال الساعات الماضية، شهدت الساحة الفلسطينية سلسلة عمليات نوعية، جسّدت تطوراً استراتيجياً في أدوات وأساليب المقاومة، ورسخت معادلة جديدة تُربك الاحتلال وتُثبّت معادلة الردع.
خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة سلسلة من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. هذه العمليات تنوعت بين إطلاق نار، اشتباكات مسلحة، تفجير عبوات ناسفة، مواجهات بالحجارة، وخروج مظاهرات لتعكس تصعيداً واضحاً في وتيرة الفعل المقاوم، ما يبرز أهمية هذه المرحلة في سياق المواجهة المستمرة مع الاحتلال.
في جنين اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة ومخيم جنين، حيث تم تفجير عبوات ناسفة استهدفت آليات الاحتلال في السيلة الحارثية وفي نابلس، اشتبكت كتيبة مخيم العين التابعة لسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى مع قوات الاحتلال المقتحمة، مستخدمةً أسلحة رشاشة وعبوات متفجرة.
هذا وشهدت الضفه مواجهات عنيفة اندلعت في قلقيلية، طولكرم، بيت لحم، والخليل، حيث ألقى الشباب الثائر الحجارة على جنود الاحتلال، مؤكداً استمرار زخم المقاومة الشعبية.
الى قطاع غزة حيث استهدفت كتائب القسام دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا" في منطقة الصفطاوي شمال القطاع.
سرايا القدس قصفت تجمعات لجنود الاحتلال المتوغلين في جباليا بقذائف هاون وبالتعاون مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تم قصف مواقع للجنود في نتساريم بقذائف هاون ثقيلة كما واعلن القسام عن تصفية قوة راجلة قوامها 15 جندياً إسرائيلياً من مسافة صفر في بيت لاهيا، في عملية أظهرت دقة التخطيط والتنفيذ.
تنوع الوسائل بين الاشتباكات المسلحة، العبوات الناسفة، والقنص المباشر يعكس قدرة المقاومة على إبداع تكتيكات جديدة تُربك الاحتلال وتكبّده خسائر بشرية ومادية.
ان العمليات المشتركة بين الفصائل المختلفة (مثل القسام، سرايا القدس، وكتائب أبو علي مصطفى) تظهر تنسيقاً عالي المستوى يعكس تماسك الجبهة الداخلية للمقاومة كما وان استهداف المدرعات والدبابات، والتوغل في المناطق الميدانية يدل على قدرة المقاومة على الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، مما يؤكد تطور تجهيزاتها.
العمليات النوعية التي نفذت في الساعات الأخيرة تُبرز قدرة المقاومة على العمل تحت الضغط العسكري الهائل، ما يعزز معادلة الردع مع الاحتلال وتنوع أماكن العمليات من جنين ونابلس إلى غزة والخليل يُظهر أن الاحتلال يواجه تحدياً على أكثر من جبهة، ما يُضعف قدرته على احتواء المقاومة ومن خلال هذه العمليات، تؤكد المقاومة أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وأن محاولات الاحتلال لكسر الإرادة الفلسطينية ستفشل.
وتُثبت أن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود في وجه الاحتلال، متكئاً على إرثٍ طويل من النضال. هذه العمليات ليست مجرد رد فعل عابر، بل جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى زعزعة استقرار الاحتلال وكسر غروره العسكري.