22 تشرين ثاني , 2024

المقاومة الإسلامية: معادلات الردع تتوسع بعمق النار ودقة الضربات

بين دقة التخطيط وقوة التنفيذ، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية مواقع استراتيجية وتجمعات عسكرية في الشمال والعمق الفلسطيني المحتل، مستخدمةً تقنيات متطورة وأساليب تكتيكية غير مسبوقة فارضة معادلات ردع جديدة موسعة نطاق المواجهة لتشمل عمق الاحتلال، حيث لا مجال لأمان أو استقرار لمنتهكي السيادة والحقوق.

في تصعيد نوعي يعكس حجم الاستعداد والجهوزية العالية، نفذت المقاومة الإسلامية تسعة وعشرون عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفة مواقعه العسكرية ومستوطنيه على امتداد الشمال والعمق الفلسطيني المحتل، إضافة إلى إفشال محاولاته الجوية عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.

أظهرت المقاومة الإسلامية تفوقًا تقنيًا واستراتيجيًا من خلال استخدامها للطائرات المسيّرة الانقضاضية، حيث شنّت عدة هجمات دقيقة على تجمعات قوات الاحتلال في المستوطنات الحدودية مثل كريات شمونة والمطلة والمنارة، كما توسعت عملياتها إلى استهداف مواقع حيوية مثل قاعدة حيفا البحرية، وقاعدة عين زيتيم، ومواقع في بلدة شمع ويارون، مما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة وخسائر كبيرة في صفوف العدو.

وفي إطار سلسلة عمليات "خيبر"، استهدفت المقاومة مواقع استراتيجية للاحتلال، منها قاعدة حتسور الجوية، التي تُعد من أهم القواعد العسكرية الإسرائيلية وتحتوي على تشكيلات استطلاع وأسراب طائرات حربية، حيث تم استهدافها بصواريخ نوعية دقيقة.

كما وتم استهداف قاعدة شراغا، المقر الإداري لقيادة لواء غولاني، والتي تعرضت لعدة استهدافات متتالية بصليات صاروخية وموقع الإنذار المبكر "يسرائيلي" في جبل الشيخ بالجولان المحتل، وهو مركز استخباري رئيسي تابع لفرقة الجولان 210، والذي تم استهدافه للمرة الأولى بشكل نوعي.

هذا وشهدت مناطق تجمعات قوات الاحتلال ومواقعه العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان قصفًا صاروخيًا مكثفًا، خاصة في مدينة الخيام ومحيطها، التي تعرضت لعدة استهدافات متتالية أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وامتدت هذه الاستهدافات لتشمل مواقع أخرى مثل وادي العصافير، هضبة العجل، وبوابة العمرا.

لم تقتصر عمليات المقاومة على الهجوم، بل تصدت أيضًا لمحاولات العدو التقدم عند الحدود اللبنانية، حيث استهدفت تجمعاته بشكل مباشر. كما تصدت لطائراته المسيّرة في الأجواء اللبنانية باستخدام صواريخ أرض-جو، مما أجبرها على مغادرة الأجواء، في رسالة واضحة عن قوة الردع التي تتمتع بها المقاومة.

تُظهر هذه العمليات تحوّلًا كبيرًا في التكتيك العسكري للمقاومة الإسلامية، من خلال: الضرب في العمق واستهداف مواقع حيوية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قواعد جوية وبحرية.

و التطور التقني من خلال الاستخدام المكثف والدقيق للطائرات المسيّرة، مما يكشف عن مستوى عالٍ من التدريب والقدرات التكنولوجية.

التكامل بين العمليات حيث الجمع بين الهجمات الجوية بالصواريخ والمسيّرات، والتصدي للعدو في الميدان، ما يبرز التنسيق العالي في الأداء العسكري.

التصعيد المدروس حيث تم استهداف مواقع حساسة تعكس معرفة دقيقة بالتركيبة العسكرية الإسرائيلية، من حيث الأهمية الاستراتيجية والموقع الجغرافي.

تؤكد هذه العمليات أن المقاومة الإسلامية لن تتهاون في الدفاع عن سيادة لبنان وشعبه، ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي. كما تُظهر هذه الهجمات قدرة المقاومة على فرض معادلات ردع جديدة، تجعل من أي محاولة إسرائيلية للتصعيد مغامرة محفوفة بالمخاطر وإن ما شهدته الساعات الأخيرة من تصعيد عسكري يكشف عن مرحلة جديدة من الصراع، حيث تبدو المقاومة الإسلامية أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لتوسيع دائرة المواجهة، مستندة إلى دعم شعبي وميداني وإرادة صلبة لتحقيق الانتصار.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen