اليمن في مواجهة الاستكبار: خطاب السيد القائد – صمود إيماني ورسالة للعالم
من البحر الأحمر إلى شواطئ بحر العرب، ومن غزة إلى لبنان، يوجه السيد القائد رسالة قوية للعالم: أن اليمن، بشعبه وجهاده، يقف في طليعة الدفاع عن القيم الإيمانية والعربية، وأنه لن يتراجع أمام التحديات مهما عظمت.
في خطابٍ امتزجت فيه الحكمة والشجاعة، صرح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن مواقف اليمن الثابتة في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي. حيث كشف عن حقيقة المواقف اليمنية في معركة الوجود مع القوى الاستكبارية، مؤكدا أن اليمن، رغم المحاولات المستمرة لتقويض إرادته، يقف شامخاً في المعركة الكبرى التي يخوضها مع أعداء الأمة.
ما بين السطور، كانت رسائل السيد القائد تتوجه مباشرة إلى قوى العدوان، وفي مقدمتها أمريكا، التي تجسدها حاملات الطائرات مثل "أبراهام لينكولن"، التي اضطرت إلى "الفرار" من بحر العرب بعد أن تلقت تهديدات بالاستهداف. هذه الصورة ليست مجرد وصف عسكري، بل هي رسالة ذات بعد استراتيجي؛ فقد كانت اليمن تُثبت للقوى الكبرى قدرتها على مواجهة أساطيلها، بما يرسل رسالة مفادها أن اليمن لا يخشى هذا النوع من العدوان، وأن بحر العرب، الذي كان يُعتبر منطقة استراتيجية أمريكية، أصبح ساحة جديدة للصراع العسكري من أجل حماية السيادة الوطنية.
هذا المشهد يعكس، أكثر مما يراه البعض على السطح، تحولاً في ميزان القوى في المنطقة. فاليمن، وهو في قلب المعركة، يعلن عن حقه في مواجهة هذه القوى الظالمة، متحلياً بإيمان صادق وعزيمة لا تلين. "الفرار" ليس مجرد هزيمة ميدانية، بل هو هزيمة معنوية تمثل تراجعاً أمام قوة اليمن، التي تتجسد في استعداد شعبه لرفع راية المقاومة.
في العمق، لا يكتفي السيد القائد بمجرد الحديث عن العدوان الإسرائيلي في غزة ولبنان، بل يربط هذا العدوان بسياسات أمريكا والدول الغربية التي تقف وراءه. فحين يتحدث عن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، كان يضع إصبعه على الجرح، موضحاً أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز هيمنتها على المنطقة من خلال إبادة الشعب الفلسطيني والتغطية على الجرائم الإسرائيلية.
إلى جانب ذلك، يشير السيد القائد إلى استخدام إسرائيل للمستشفيات كمراكز استهداف، ما يعكس قمة الوحشية في التعامل مع المدنيين الفلسطينيين. هذا الاستهداف، الذي يتجاوز العمليات العسكرية التقليدية، هو جزء من استراتيجية صهيونية لخلق واقع جديد من خلال تدمير مقومات الحياة في غزة. وبالطبع، ليس مجرد استهداف مستشفيات أو مدارس، بل استهداف كل ما يمثل بقاء الشعب الفلسطيني، في محاولة لإغلاق أفق المقاومة.
لقد أكد السيد القائد في خطابه أن اليمن، الذي يواصل تقديم الشهداء في معركة "الفتح الموعود"، يحمل مشعل الإيمان والجهاد، الذي لا يزال ينير طريق الأمة في مواجهة تحدياتها. ليس فقط من خلال العمليات العسكرية، بل من خلال إيمان عميق يحفز الشعب اليمني على الاستمرار في تقديم التضحيات. ما بين السطور، كانت هذه الكلمات دعوة للأمة الإسلامية كي تستعيد دورها الريادي في مواجهة العدوان العالمي..
إن خطاب السيد القائد لم يكن مجرد خطاب سياسي أو عسكري، بل هو تجسيد لفكر مقاوم ينطلق من مبادئ إيمانية راسخة تدعو إلى التحرر من الهيمنة والتبعية، ورفع الظلم عن المستضعفين. كان هذا الخطاب بمثابة حافز للأمة للعودة إلى مسارها الصحيح، والعمل على تعزيز الوحدة والتعاون بين جبهات المقاومة في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.