ضربات المقاومة: رسائل القوة والسيطرة في مواجهة العدو
في مواجهة الاحتلال الصهيوني، تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان فرض معادلتها الراسخة على أرض الجنوب، مؤكدةً أن الزمن قد تغيّر، وأن قواعد الاشتباك لم تعد حكراً على العدو. سلسلة من الضربات النوعية نفذتها المقاومة الإسلامية، استهدفت فيها تجمعات لقوات الاحتلال في عدة مناطق استراتيجية، مما أصاب منظومة العدو العسكرية بارتباك واضح.
تثبت المقاومة الإسلامية مرة أخرى أنها الرقم الصعب في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر سلسلة من الضربات النوعية التي استهدفت مواقع حساسة لقوات العدو، موقعة خسائر مؤكدة، ومكرسة معادلة الردع التي باتت عنواناً لمرحلة جديدة في المواجهة.
تركزت عمليات المقاومة على مواقع استراتيجية للعدو في الجنوب اللبناني، حيث استهدفت تجمعاته في مناطق شرقي وجنوبي مدينة الخيام بعدة صليات صاروخية دقيقة، ألحقت إصابات مباشرة في صفوفه. ولم تتوقف الضربات عند هذه النقاط، بل امتدت إلى مستوطنة برعام التي كانت شاهدة على صليات المقاومة، كما طالت منطقة الحمامص جنوبي الخيام التي تعرضت لضربة مؤلمة أخرى.
المواقع المستهدفة شملت مناطق ذات أهمية ميدانية واستراتيجية للعدو. تجمعات قوات الاحتلال شرقي وجنوبي مدينة الخيام تعرضت لسلسلة من الصليات الصاروخية الدقيقة، التي أحدثت أضراراً مؤكدة في صفوفهم. كما طالت الاستهدافات مستوطنة برعام، حيث ضربت المقاومة أحد تجمعات العدو بضربة مباشرة. منطقة الحمامص جنوبي الخيام كانت أيضاً ضمن دائرة النار، فيما شكلت وادي هونين قرب بلدة مركبا نقطة تحول نوعية في العمليات، حيث نجحت المقاومة باستهداف قوة مشاة إسرائيلية بصواريخ موجهة، وأوقعت إصابات محققة. ولم تكتفِ المقاومة عند هذا الحد، بل استهدفت تعزيزات إضافية حاولت التدخل لإخلاء الإصابات، فكانت النتيجة وقوع المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال.
أما العملية الأبرز، فقد جرت في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، حيث استهدفت المقاومة قوة مشاة إسرائيلية بصاروخ موجه، موقعاً إصابات مؤكدة. ومع محاولات العدو إخلاء جرحاه وإعادة التموضع، كان الرد المقاوم جاهزاً، حيث استُهدفت قوات التعزيز بصواريخ موجهة إضافية، ليجد الاحتلال نفسه في مواجهة خسائر متلاحقة، أجبرته على الانكفاء.
34 عملية بتخطيط دقيق وأهداف مدروسة، تؤكد أن المقاومة لم تعد تقف عند حدود الرد التكتيكي، بل أصبحت قوة استراتيجية قادرة على إرباك حسابات الاحتلال وضرب مراكزه وثكناته في عمق خطوطه. الهجمات لم تكن مجرد ضربات ميدانية، بل رسائل نارية تؤكد أن أي تحرك عدواني من قبل الاحتلال سيقابل برد قاسٍ ومؤلم، يحبط محاولاته ويعيد صياغة معادلة القوة على الأرض.
العدو الإسرائيلي اليوم أمام واقع مأزوم. فشل استخباراته في قراءة تحركات المقاومة، وعجزه الميداني عن مواجهة تكتيكاتها، باتا يعرّيان هشاشته أمام ضربات دقيقة ومتتالية. حجم الخسائر البشرية، إلى جانب الأضرار المعنوية التي تلقتها قواته، يعكسان مدى تأثير هذه العمليات في كسر الهيبة التي طالما حاول الاحتلال الحفاظ عليها.
من خلال هذه الضربات، تؤكد المقاومة الإسلامية أنها تمتلك زمام المبادرة، وأن الجنوب اللبناني لن يكون ساحة مفتوحة للعدوان. بل هو حصن منيع يدافع عن كرامة الأمة، ويخطّ بدماء مجاهديه معادلة جديدة تُرسخ الحق وتُعبّد الطريق نحو فلسطين.