من غزة والضفة إلى معاقل الاحتلال: عمليات المقاومة تكسر شوكة العدو
من اشتباكات مسلحة إلى تفجيرات محكمة، ومن إلقاء العبوات الناسفة إلى إطلاق الرصاص على المواقع العسكرية، كل عملية تبعث رسالة جديدة من قلب الصمود الفلسطيني، تؤكد أن المقاومة لا تعرف حدودًا في ردها على العدوان.
تواصل المقاومة الفلسطينية في غزة و الضفة الغربية تعزيز معركة "طوفان الأقصى" بعدد من العمليات النوعية التي تعكس تصاعد وتيرة الصمود والمواجهة ضد الاحتلال حيث شهدت بلدة الرام شمال القدس المحتلة، وبلدة جبع جنوب جنين، والمساكن الشعبية في نابلس، وسواها من المناطق، مواجهات عنيفة ومناوشات مسلحة، حيث واجه الشبان الفلسطينيون الاحتلال بالحجارة، ما أدى إلى إرباك قوات الاحتلال التي كانت تحاول فرض سيطرتها. هذه المواجهات التي دارت بين المقاومين وجنود الاحتلال هي نموذج حي على مقاومة شعبية لا تعرف الاستسلام.
كما تنوعت أساليب المقاومة بين إطلاق النار والاشتباكات المسلحة وإلقاء العبوات الناسفة، لتستمر العملية العسكرية الفلسطينية التي أظهرت تكتيكاً نوعياً وفعّالاً في مسعى لإرباك جيش الاحتلال. ففي مخيم بلاطة شرق نابلس، الذي يعد رمزاً للصمود، تمكنت المقاومة من تنفيذ كمين محكم استهدف جرافة عسكرية للعدو، باستخدام عبوة ناسفة شديدة الانفجار، بعدما تم استدراجها بصليات من الرصاص. هذه العملية أكدت قدرة المقاومين على تنفيذ خطط متقنة تضاعف من خسائر الاحتلال وتعمق معاناته.
في الوقت نفسه، نفذت سرايا القدس في قطاع غزة عمليات نوعية، من بينها استهداف دبابات ميركافاه بصواريخ الياسين في بيت لاهيا شمال القطاع، بالإضافة إلى عمليات تفجير للآليات العسكرية الصهيونية في العطاطرة غرب بيت لاهيا، مما أسفر عن تدمير آليات الاحتلال. هذه العمليات التي استهدفت آليات الاحتلال تظهر قدرة المقاومة على تدمير معدات الحرب المتطورة التي يستخدمها الاحتلال في قمع المدنيين الفلسطينيين.
ولا تقتصر عمليات المقاومة على غزة، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى في الضفة الغربية، مثل اشتباكات في مستوطنة "رام أون" في سهل مرج بن عامر، حيث تم إطلاق النار على القوات الإسرائيلية. بينما تم إلقاء العبوات الناسفة في مواقع متعددة، في محاولة من المقاومين لإيقاع الاحتلال في الكمائن.
وبالتوازي مع العمليات الميدانية، تمكن المقاومون من قصف نقطة مراقبة تابعة للاحتلال في جنين، وتوسعت دائرة العمليات لتشمل تدمير آليات عسكرية إسرائيلية في مناطق مختلفة، لتستمر المقاومة في تقديم نموذج فاعل للرد على الانتهاكات المستمرة.
إن هذه العمليات تؤكد أن مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية لا تقتصر على استخدام الأسلحة المتطورة فقط، بل تشمل تكتيكات متنوعة تعكس ابتكارًا في المواجهة مع الاحتلال، وتظهر التفاني والشجاعة التي يتسم بها المقاومون في ظل الظروف الصعبة. وقد أصبح كل تفجير وكل عملية اشتباك بمثابة شهادة حية على إصرار الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه كاملة، مهما كانت التضحيات.
وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية فرض معادلة جديدة على الأرض، تظل الروح الوطنية الصامدة، التي لا تنكسر، هي البوصلة التي تحدد الطريق نحو انتصار قريب، حيث يبقى حلم الحرية بعيد المنال فقط عن أولئك الذين لا يعرفون معنى الصمود.