من السماء إلى الأرض: العدو في مرمى المقاومة
في لحظاتٍ مليئة بالعزم والصمود حيث تتشابك إرادة المقاومة مع عدوان المحتلين، أطلقت المقاومة الإسلامية صفارات الإنذار من السماء والأرض، لتكتب فصلاً جديدًا من المقاومة والجهاد.
إنها رسائل النار التي أضاءت سماء فلسطين ولبنان، تُظهر للعالم أن إرادة الشعوب الحرة لا تُقهر، وأن الاحتلال مهما طال زمنه، سيبقى هشًا أمام قوة الحق، رسائل ترجمتها المقاومة ب 26 عملية عسكرية مُستهدفة مواقع العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، في مسعى لا يُخطئه المراقب، لردع العدوان وحماية الأوطان.
في إطار سلسلة العمليات التي حملت اسم "خيبر"، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا بطائرات مسيرة على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة "الشييطت 13" في قاعدة عتليت جنوب مدينة حيفا، حيث أصابت الطائرات أهدافها بدقة، مما أرسل رسالة قوية للاحتلال بأن المقاومة لا تهاب عدوانه. وفي الساعات المتتالية، كانت المقاومة على موعد مع ضربات أخرى في مناطق عدة من الأراضي المحتلة، فاستهدفت قاعدة شراغا شمالي عكا بصلية صاروخية، قبل أن تعود لتدك مواقع أخرى في مستوطنات أفيفيم ويرؤون، موجهة ضرباتها بدقة لم تُخطئ هدفها، لتؤكد أنّ المقاومة الإسلامية تواصل مسيرتها في الدفاع عن لبنان وفلسطين بكل الوسائل المتاحة.
توالت العمليات لتسجل حضورًا لافتًا في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد استهدفت المقاومة قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية، الواقعة على بُعد 35 كيلومترًا شمال غرب حيفا، بقصف صاروخي مركّز، مؤكدةً بذلك قدرتها على الوصول إلى أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية التي تشكل تهديدًا للأمن الوطني اللبناني والفلسطيني. لم تقتصر العمليات على الردود المحدودة، بل استهدفت العديد من نقاط تمركز الجيش الإسرائيلي في مواقع شديدة الحصانة مثل ثكنة راميم وقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا، في الوقت الذي كانت فيه مستوطنات الاحتلال في مناطق شمال فلسطين هدفًا لصواريخ المقاومة، مثل مستوطنة كتسرين وكريات شمونة.
لم تكن المقاومة تقتصر على القصف الصاروخي فقط، فقد كانت هناك أيضًا الهجمات الجوية التي استهدفت مواقع استراتيجية أكثر تعقيدًا، حيث شنّت المقاومة هجومًا بالطائرات المسيّرة على تجمعات عسكرية للعدو في مستوطنة سعسع، مستوطنة كريات شمونة، وثكنة راميم، لتستكمل عملية الرد الحازم والفعال على أي محاولة لخرق سيادة لبنان أو فلسطين.
وفي استعراض قوة مذهل، استهدفت المقاومة الإسلامية العديد من القواعد العسكرية الإسرائيلية في مدينة حيفا، منها قاعدة حيفا التقنية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وقاعدة حيفا البحرية التي تضم الأسطول البحري الإسرائيلي، فضلاً عن قاعدة ستيلا ماريس الاستراتيجية، وقاعدة طيرة الكرمل اللوجستية، والتي تقع جميعها ضمن محيط 35 إلى 40 كيلومترًا من الحدود اللبنانية الفلسطينية. ولاقت القاعدة الأخيرة "نيشر" التابعة للاحتلال، والمختصة بمحطة غاز استراتيجية، نصيبها من الضربات النوعية التي نُفّذت بمهارة عالية.
هذا اليوم، الذي شهد 26 عملية نوعية ضد قوات الاحتلال، لم يكن مجرد يوم من أيام المعركة، بل كان تأكيدًا قويًا على أن المقاومة الإسلامية، بمجاهديها البواسل، لا تعرف الاستسلام. إذ بعزمهم وإرادتهم، تكشف المقاومة عن استعدادها الكامل لمواصلة المواجهة في ظل ما تواجهه من هجوم متواصل، حيث كانت صواريخهم بمثابة تحذير شديد اللهجة للمستقبل لتُثبت المقاومة أنها ليست مجرد رد فعل على العدوان، بل هي قوة ضاربة تواصل مسيرتها نحو تحقيق النصر الكامل، متحديةً بصدقٍ كل محاولات الاحتلال لفرض هيمنته على فلسطين ولبنان.