من مسافة صفر: ابطالٌ يحطمون اسطورة الاحتلال
في الجنوب اللبناني، حيث الأرض تُعرف بأهلها والشرف يُحرس بالبندقية، تدور أشرس المواجهات بين رجال المقاومة الإسلامية وجنود الاحتلال الصهيوني، هنا، في شمع والخيام، لا مكان للضعف، ولا مجال للتراجع. إنها مواجهة من نقطة الصفر، حيث تختلط أصوات الرصاص بأهازيج البطولة، وتُكتب الحكاية بدماء الشهداء وبارود البنادق.
من مسافة الصفر، حيث يلتقي الدم بالبارود وتُمحى المسافات بين الحياة والموت، تكتب المقاومة الإسلامية في لبنان ملحمة جديدة من الصمود والتحدي. هنا، في المواجهة المباشرة، يسقط وهم التفوق الإسرائيلي، وتنهار أسطورة الجندي الذي لا يُقهر تحت ضربات المقاومة التي تواجه الاحتلال بصدور مليئة بالإيمان وعزيمة لا تلين.
في هذه المسافة التي لا مجال فيها للهرب أو الاختباء، تبرز الحقيقة العارية: إرادة الشعوب الحرة أقوى من أي آلة حرب، والجنوب اللبناني ليس مجرد ساحة معركة، بل ميدان شرف تُسطر فيه الملاحم بدماء المقاومين الأبطال.
في تلك المسافة التي تقيس قوة الإرادة لا المسافات، تسقط أساطير الاحتلال أمام رجال أقسموا أن الأرض لا تُحرر إلا بالدم. إنها المواجهة العارية، مواجهة العين بالعين والنار بالنار، حيث لا تكفي آلات الحرب الحديثة لإنقاذ جنود الاحتلال من شجاعة المقاومين الذين يحولون نقطة الصفر إلى ساحة انتصار جديد عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع، حاولت قوات العدو التقدم، لكنهم وجدوا مقاومة كالطوفان، تسحق محاولاتهم وتعيدهم بخيبة الخاسر. مجاهدو المقاومة نصبوا كمينًا محكمًا، وواجهوا جنود الاحتلال وجهًا لوجه، مستخدمين أسلحتهم الرشاشة وقذائفهم الصاروخية بلا هوادة. الإعلام الحربي أكد وقوع إصابات في صفوف العدو، والمواجهات مستمرة دون أن تهتز إرادة المقاومين.
في بلدة شمع الحدودية وتحديداعند أطرافها الشرقية، سجلت المقاومة الإسلامية لحظة من المواجهة الأسطورية مع جنود العدو الإسرائيلي. اشتباكات من مسافة صفر، بأسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، تكشف عن روح الميدان الحيّة التي تديرها المقاومة بثبات وإبداع عسكري. الإعلام الحربي أكد وقوع إصابات مباشرة في صفوف الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تستمر فيه المواجهات بضراوة على هذه الجبهة الحدودية.
وفي محور الخيام، تتوالى الإنجازات الميدانية للمقاومة. صاروخ موجه نحو دبابة ميركافا في وادي العصافير قلب المعادلة؛ النيران التي اندلعت في الآلية الحربية أضاءت المشهد كمشهد رمزي عن هشاشة ما يظنه العدو "قوته". ولم تكتفِ المقاومة بذلك، بل أحرقت آليات معادية أخرى في وطى الخيام خلال معارك شرسة، أجبرت الاحتلال على اللجوء إلى غارات جوية مكثفة على مدينة الخيام، في محاولة يائسة لوقف زحف الروح المقاومة التي تتصدر الميدان.
المعركة على محاور الخيام تُدار بذكاء عسكري. من مزرعة سردة نحو المسلخ والحي الجنوبي، ومن الوزاني باتجاه عين عرب ووطى الخيام، تتوزع الاشتباكات كأنها شريان نبض مقاوم يعيد للمنطقة هوية الكفاح والصمود. القذائف تتبادلها الأطراف، وأصوات الانفجارات تملأ الأجواء، بينما تقف المقاومة سدًّا منيعًا أمام أي محاولات تقدم إسرائيلية في محيط وطى الخيام.
هذه الاشتباكات ليست مجرد جولة عابرة من معارك الحدود؛ إنها صراع إرادات بين مشروع احتلال يسعى لفرض سيطرته بأي ثمن، وبين مقاومة تستمد قوتها من حقها المشروع في الدفاع عن الأرض والكرامة.
رسالة الجنوب واضحة: هنا لا تمر دبابة، ولا تُنتهك كرامة، ولا يُسمح للعدو بتغيير معادلة الصمود. ما يحدث اليوم في شمع والخيام ليس مجرد خبر في صفحات الجرائد؛ إنه مشهد يُكتب بحبر الدم، ويُقرَأ بعيون العالم كإعلان صريح: الأرض لأصحابها، والمقاومة حاضرة، والعدو لن يمر.