من صنعاء إلى إيلات: اليمن يشعل معادلة النار في وجه الاحتلال
من صنعاء الى ايلات.. رسالة كتبت بالنار، مفادها أن اليمن شريكًا أصيلًا في معادلة النار والردع، وأن الاحتلال لن ينعم بالأمان ما دامت غزة محاصرة ولبنان تحت التهديد. هنا المقاومة تتكلم، وهنا التاريخ يعيد رسم خرائط القوة على وقع الانفجارات.
في مشهد من مشاهد الوفاء اليمني تحولت أرض اليمن إلى منطلق للبركان الذي هزّ العمق الإسرائيلي، معلنًا مرحلة جديدة في معركة المقاومة ضد الاحتلال. صواريخ "ذو الفقار" اليمنية رسمت بلهيبها معادلة ردع غير متوقعة، مؤكدة أن يد المقاومة أصبحت تمتد إلى قلب الكيان الإسرائيلي، متحدية كل أنظمته الدفاعية ومعادلاته الأمنية. إنها ليست مجرد ضربة عسكرية، بل رسالة مدوية بأن محور المقاومة بأسره يقف موحدًا، وأن العدوان على غزة ولبنان لن يمر إلا بثمن باهظ يدفعه الاحتلال في قلب مواقعه الاستراتيجية.
في تصعيد لافت يعكس التحولات الكبرى في مشهد المقاومة الإقليمي، نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفًا حيويًا للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة. العملية التي استخدمت فيها الطائرات المسيرة من طراز متقدم، تأتي ضمن إطار التصعيد النوعي في وجه العدوان الإسرائيلي، لتعيد التأكيد على تماسك محور المقاومة واستعداده للدفاع عن فلسطين ولبنان بكل الوسائل المتاحة.
حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن نجاح العملية وتحقيق أهدافها بدقة عالية، مؤكدًا أنها تأتي انتصارًا لمظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني، ودعمًا للمقاومتين في وجه آلة الحرب الإسرائيلية. وأوضح العميد سريع أن هذه الضربات النوعية ليست مجرد ردود فعل، بل هي خطوات محسوبة تهدف إلى توجيه رسائل استراتيجية مفادها أن استهداف الشعب الفلسطيني والعدوان على لبنان لن يمر دون عقاب.
"نحيي صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني في وجه العدوان الإسرائيلي، ونؤكد استمرارنا في عملياتنا العسكرية ضد العدو الإسرائيلي"، بهذه الكلمات وضع العميد سريع أسس المرحلة المقبلة، التي تعكس إرادة يمنية صلبة في تصعيد المواجهة حتى تحقيق الأهداف المعلنة.
لم تتوقف الرسالة اليمنية عند حدود الضربة الجوية، بل أكدت القيادة العسكرية استمرارها في فرض الحصار البحري ضمن منطقة العمليات البحرية المعلنة سابقًا. هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا يضع القوة البحرية اليمنية في قلب معادلة الصراع الإقليمي، ويؤكد أن اليمن بات شريكًا أساسيًا في صياغة المشهد العسكري المقاوم.
ما يميز العملية اليمنية أنها تأتي في سياق متغيرات إقليمية كبرى، حيث باتت دول وشعوب محور المقاومة متحدة تحت مظلة هدف استراتيجي مشترك، وهو الدفاع عن المقدسات الإسلامية ونصرة الشعوب المظلومة. التصعيد العسكري اليمني ضد العمق الإسرائيلي يعكس انتقال المعركة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أصبحت المقاومة في اليمن لاعبًا رئيسيًا يعيد تشكيل موازين القوى.
الدعم العلني للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية يكشف أيضًا عن انسجام تام في الرؤية بين أطراف محور المقاومة، الذين يرسلون رسالة واضحة للعالم: معادلة الردع لم تعد حكرًا على طرف دون آخر، بل هي منظومة مشتركة تنفذ عملياتها بتنسيق كامل وبوسائل نوعية قادرة على مفاجأة الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان وزمان.
بهذه العملية، أعاد اليمن تأكيد موقعه كجزء أساسي من محور المقاومة، متجاوزًا التحديات الداخلية والإقليمية. شعبه الذي يعاني حصارًا وعدوانًا منذ سنوات، يقف متحدًا خلف قيادته في نصرة فلسطين ولبنان، في مشهد يثير الإعجاب ويلهم الشعوب الأخرى.
هذا التحرك اليمني ليس فقط استجابة لواجب إنساني وأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية، بل هو إعلان واضح أن المقاومة لا تعترف بالحدود، وأن أي عدوان على فلسطين أو لبنان سيجد أصداءه في كل مكان يمتد إليه محور المقاومة.
هذه العملية ترسم ملامح مرحلة جديدة في المنطقة، حيث لم يعد محور المقاومة يكتفي بالدفاع أو التصريحات، بل بات يصنع معادلات جديدة على الأرض، تُربك الاحتلال الإسرائيلي وتضعه أمام تحديات متعددة الجبهات وغير متوقعة. هذا التحول يؤكد أن معركة تحرير فلسطين ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل هي معركة الشعوب الحرة في مواجهة الاحتلال والظلم.