برّي معلّقا على اقتراح وقف اطلاق النار: فيه نصا غير مقبول لبنانيا والعبرة بالخواتيم
تحت ضغط ميداني يقع العدو فيه في لبنان، وبعد عجزه عن تحقيق أهدافه من هذا العدوان، حرّك ورقة المفاوضات من جديد عبر الأمريكيين الذين ارسلوا ورقة الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ليؤكد الأخير ان الدراسة جارية بما يتطابق مع السيادة اللبنانية، الّا ان في الورقة نصا غير مقبول لبنانيا وهو تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار الف وسبعمئة وواحد، تضم عدداً من الدول الغربية.
يتقاطع تمسك المقاومة الإسلامية في لبنان بالتطبيق الكامل للقرار 1701 بما فيه لمصلحة لبنان، مع المواقف اللبنانية الرسمية.
فبعدما قال الميدان كلمته، وأثبتت المقاومة انها تمسك بهذا الميدان بشدة، فلا تمنع العدو من السيطرة او احتلال أي قرية ولا تجعله يحقق أي من أهدافه، بعث العدو عبر مشغله الامريكي باقتراح وقف إطلاق النار الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وفيما يُنتظر أن يُجيب لبنان على الورقة الأميركية هذه، تولى الرئيس بري التمهيد لذلك من خلال حديث صحفي اجراه أمس، فلم يحسم لا سلباً أو إيجاباً، الا انه لم يظهر أي أجواء تشاؤمية، ليؤكد مراقبون ان هذا جاء لقطع الطريق على أي نية إسرائيلية بتحميل لبنان مسؤولية إفشال المفاوضات منا يتقصد ان يفعل في غزة.
ونفى الرئيس بري أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للعدو في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن يقبل بأي مسّ بالسيادة اللبنانية نافيا ايضا أن يكون المقترح متضمّناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
ولكن، ما هو غير مقبول لبنانيا في هذه الورقة، هو تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية ليقول بري ان فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها في إشارة إلى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفل والتي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وتعليقا على هذا الأجواء تقول مصادر مطّلعة إن النقاش جارٍ، لكنّ التوقعات في لبنان ليست متفائلة، استناداً إلى التجربة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، حيث ان الأخير يتقصّد تحميل لبنان مسؤولية فشل المفاوضات لأنه يريد مواصلة الحرب.
ويقول اعلام العدو إن حزب الله يريد التطبيق الكامل للقرار 1701، مؤكدا أنّ حزب الله غير مستعد لشيء تدريجي في هذا السياق، بل يريد تنفيذ الأمر فوراً، والرجوع إلى القرار دون أي تعديلات.
ومن هنا، يتبين ان الميدان من يحدد مصير المفاوضات هذه، وسط ضغط من قبل العدو يمارسه على المقاومة في لبنان عبر القصف المستمر الذي يطال مختلف المناطق اللبنانية بما فيها الضاحية الجنوبية التي تتعرض لقصف مستمر الى جانب مجازر بحق اللبناني، والخيار هنا هو الصمود بوجه عنجهية العدو وارغامه في الدخول الى المفاوضات بقوة الميدان.