16 تشرين ثاني , 2024

المقاومة الفلسطينية تُسطر ملحمة جديدة: ضربات موجعة للاحتلال في بيت لاهيا وجباليا ونتساريم

في قلب ملحمة الصمود الفلسطيني، تتصدر المقاومة مشهد المواجهة بإبداعها العسكري وتكامل أجنحتها، بينما يترنح الاحتلال الإسرائيلي تحت وطأة ضربات موجعة لم يعتد على تلقيها. من بيت لاهيا إلى جباليا و"نتساريم"، ومن غزة إلى الضفة، تُثبت المقاومة أن المعركة ليست فقط في الميدان، بل هي أيضاً معركة إرادة لا تنكسر.

بينما يصعّد الاحتلال عدوانه الوحشي على المدنيين العزّل، يبقى الفلسطيني شامخاً، يناضل بروحه وأرضه ليعيد رسم معادلة المعركة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية حيث تواصل المقاومة الفلسطينية تصعيد عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور القتال بقطاع غزة والضفة الغربية، في اليوم الـسابع بعد الاربعمئة من معركة "طوفان الأقصى". وفي هذا السياق، حققت الفصائل ضربات نوعية وألحقت خسائر كبيرة بقوات الاحتلال، لتُثبت مجدداً وحدتها وتكامل استراتيجياتها العسكرية.

في بيت لاهيا، كان المشهد بطولياً حيث تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من استهداف قوات الاحتلال من مسافة صفر عند دوار "عباس كيلاني". العملية أسفرت عن القضاء على ثلاثة جنود وقنص جندي رابع، ما يُبرز كفاءة القناصين الفلسطينيين.

وفي تطور نوعي، دمرت كتائب القسام دبابات الاحتلال الشهيرة من نوع "ميركافا 4" باستخدام قذائف "الياسين 105"، إلى جانب استهداف جرافة عسكرية من نوع "D9". أما في شارع دواس، غربي مخيم جباليا، فقد تم تفجير دبابة أخرى بعبوة "شواظ"، مما أحدث دماراً في صفوف القوات المتمركزة هناك.

من جانبها، أظهرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قدرات ميدانية عالية عبر استهداف مربض المدفعية في موقع "فجة" العسكري الإسرائيلي برشقة صاروخية. كما فجّرت دبابة "ميركافا" شمال بيت لاهيا باستخدام عبوة "ثاقب" شديدة الانفجار في شارع الشيماء، محققة إصابات مباشرة في صفوف الاحتلال.

 

وفي مشهد آخر، تضافرت جهود سرايا القدس مع كتائب المجاهدين لاستهداف مقر قيادة وسيطرة في "نتساريم" برشقة من الصواريخ، مما يؤكد على التنسيق العالي بين الفصائل الفلسطينية في إدارة المعركة.

لم تقتصر المقاومة على غزة؛ فقد نفذت كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس عمليات مشتركة في الضفة الغربية، حيث هاجمت بالأسلحة الرشاشة عدة مواقع عسكرية جنوب طولكرم، ووجهت ضربات محكمة لقوات الاحتلال المقتحمة في نابلس باستخدام العبوات الناسفة.

في المقابل، لجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيد عدوانه على المدنيين العزّل، مستهدفاً مناطق سكنية في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وحي الرمال ومحيط مخيم جباليا. القصف الوحشي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى وفي شمالي القطاع، استمر الاحتلال في تدمير المباني السكنية، مما يُبرز إمعانه في سياسة العقاب الجماعي التي تُعد جرائم حرب وفق القانون الدولي.

ما يميز هذه الجولة من التصعيد هو وحدة الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية. التعاون بين كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب شهداء الأقصى، وكتائب المجاهدين يعكس تكاملاً استراتيجياً يُربك الاحتلال ويُضعف قدراته العسكرية كما تؤكد العمليات النوعية في بيت لاهيا وجباليا و"نتساريم" أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تُمسك بزمام المبادرة، مُوجهةً رسالة واضحة: الاحتلال سيدفع ثمناً باهظاً على جرائمه، والمقاومة ستظل في الميدان حتى تحرير الأرض والإنسان.

وبينما يتفاخر الإعلام الإسرائيلي بالعدوان الوحشي، يبقى صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة البطولية عنواناً للقصة. تُظهر غزة اليوم أن إرادة التحرر أقوى من أي ترسانة عسكرية، وأن المقاومة التي تقف بشموخ أمام أعتى قوة عسكرية في المنطقة ليست مجرد بندقية، بل عقيدة وطنية متجذرة في قلوب الشعب الفلسطيني.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen