معادلات جديدة ترسمها معركة طوفان الأقصى: نار المقاومة تلتهم غولاني وتزلزل حصون الاحتلال
في معركة يخطّها الثبات والإرادة، تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان توجيه ضرباتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لترسم معادلات جديدة تُثبّت ميزان الردع وتُعمّق حالة الارتباك في صفوف العدو. من استهداف مقرات عسكرية حساسة إلى قصف تجمعات الجنود والمستوطنات، تُثبت المقاومة أنها قادرة على تحويل الحدود إلى جبهة نار مفتوحة تلتهم الغطرسة الإسرائيلية، وتؤكد أن دعم فلسطين والدفاع عن لبنان هما معركتان لا فصل بينهما.
مع دخول المعركة البريّة يومها الخامس والأربعين، تستمر المقاومة الإسلامية في لبنان بتنفيذ عمليات نوعية ومكثفة ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، دعماً لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة. وتأتي هذه العمليات ضمن إطار معركة "أولي البأس"، حاملة رسائل واضحة بأن لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي تهديد لأمنه وشعبه.
برز في هذا السياق استهداف المقاومة لقواعد عسكرية إسرائيلية رئيسية بصواريخ دقيقة ومدمرة افتتحتها المقاومة باستهداف قاعدة "طيرة الكرمل" في جنوب حيفا، في عملية تؤكد قدرتها على الوصول إلى عمق الكيان الإسرائيلي. كما تم استهداف مقر قيادة لواء "غولاني" في قاعدة "شراغا"، شمال مدينة عكا بصلية صاروخية مكثفة، ما يشير إلى تصعيد مدروس يهدف إلى شلّ قدرة الاحتلال على الرد.
المناطق الحدودية شهدت تصعيداً ملحوظاً مع استهداف المقاومة لتجمعات قوات الاحتلال في مختلف المواقع. ففي مساء الجمعة، استهدف حزب الله تجمعات جنود في بلدة مارون الراس ومركبا وطلوسة، مستخدماً صواريخ موجهة وطائرات مسيّرة انقضاضية. العمليات المتكررة في هذه النقاط أكدت حرص المقاومة على استنزاف العدو وإبقاء جنوده تحت تهديد مستمر.
واحدة من أبرز العمليات وقعت عند الأطراف الجنوبية لبلدة حانين، حيث استُخدمت طائرة مسيّرة لضرب تجمع للقوات الإسرائيلية بدقة متناهية. كما تعرضت مستوطنتا "برعام" و"المنارة" إلى قصف صاروخي مركّز، إضافة إلى استهداف ثكنة "دوفيف" و"بوابة العمرا"، ما يعكس شمولية الضربات وتركيزها على المناطق العسكرية الحيوية.
وضمن إطار التحذيرات التي أطلقتها المقاومة للمستوطنين، استهدفت صليات صاروخية مستوطنات شمالية مثل "ديشون"، في إشارة إلى أن معركة المقاومة لا تقتصر على مواجهة الجيش الإسرائيلي، بل تمتد لفرض معادلات جديدة تقض مضاجع المستوطنين في المناطق الحدودية.
ما يميز هذه العمليات هو التنسيق العالي والدقة الفائقة في التنفيذ. من استهداف المقرات القيادية للوحدات الإسرائيلية، كقيادة لواء "غولاني"، إلى إصابة التجمعات والمستوطنات، تبدو المقاومة وكأنها تدير معركتها بعقلية استراتيجية شاملة تهدف إلى إرهاق الاحتلال عسكرياً ونفسياً.
من الواضح أن المقاومة الإسلامية في لبنان تربط هذه العمليات بمشروع أوسع، يشمل دعم المقاومة الفلسطينية في غزة والدفاع عن لبنان في وجه أي تهديد. معركة "أولي البأس" أصبحت تجسيداً عملياً لوحدة الجبهات بين المقاومة اللبنانية والفلسطينية، حيث بات الاحتلال الإسرائيلي يواجه تحديات مركّبة على عدة أصعدة.
وان عمليات حزب الله الأخيرة ليست مجرد ردود فعل، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة لفرض معادلات جديدة في المعركة مع الاحتلال. استهداف القواعد العسكرية والتجمعات والمستوطنات يرسل رسالة واضحة: زمن الهيمنة الإسرائيلية بلا رد قد انتهى. ومع استمرار هذه العمليات النوعية، يبدو أن المقاومة الإسلامية ترسم ملامح مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها: الردع الفعّال والاستنزاف المتواصل.
ليثبت لبنان، مرة أخرى أن أرضه ليست ساحة للتهديد، بل منصة للمقاومة والكرامة.