16 تشرين ثاني , 2024

مشاهد قاعدة الكرياه: تحوّل استراتيجيّ في قدرات المُقاومة

مشاهد قاعدة الكرياه التي وزّعها الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان عكست قدرةً كبيرة في تغيير معادلات الصّراع // ماذا في دلالات نشر الفيديو وأبعاده / وكيف تلقّفها الإعلام الإسرائيلي؟

في لحظة تاريخيّةٍ تعكسُ قوّة المقاومة الإسلاميّة في لبنان وصلابتها، أرسل حزب الله إلى الكيان الصهيوني رسالة قاسية، قادرة على تغيير معادلات الصراع في المنطقة.

ولأول مرة في تاريخ المواجهات مع الاحتلال، قامت المقاومة باستهداف قاعدة الكرياه العسكرية في تل أبيب، وهي من أعمق النقاط العسكرية الإسرائيلية، مستخدمًا مسيرات انقضاضية وصواريخ من طراز قادر 2.

 الاعلام الحربي للمقاومة نشر فيديو يُعدّ من أخطر الرسائل الموجهة إلى الكيان الصهيوني،  فالفيديو الذي تم توثيقه ثلاثي الأبعاد، يعرض مشاهد مرعبة من استهداف قاعدة الكرياه وتحديد بعض المواقع العسكرية الحساسة في تل أبيب.

هذا الفيديو ليس مجرد توثيق تقني، بل هو بمثابة إعلان عن نيّة حزب الله في تصعيد هجماته على الأهداف الاستراتيجية في قلب كيان العدو وتحديداً قاعدة الكرياه التي تعتبر من الأهداف العسكرية الأهم في يافا ، والتي تُشكّل القلب النابض للقدرات العسكرية الإسرائيلية..

ولذلك فإن استهداف مثل هذه الاماكن يحمل رسائل قوية من المقاومة، وتأكيد على تطور قدراتها العسكرية بشكل يتجاوز التوقعات.

وعليه، هذا الهجوم لم يكن مجرّد تصعيد عسكري عابر، بل هو إعلان عن تحوّل استراتيجي غير مسبوق في قدرات المقاومة ، كما يعكس تطورًا نوعيًا في تقنيات حزب الله، ويضع الكيان الإسرائيلي أمام حقيقة مريرة: وهي أنّ المقاومة  قادرة على ضرب قلب العدو في عمق تل أبيب، متجاوزة جميع تحصيناته العسكرية..

 

وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت وجود قلق متزايد في تل أبيب إثر هذا التوثيق، حيث أشار بعض المحللين العسكريين إلى أن هذه العملية قد تُمهّد لمزيد من الهجمات على منشآت حيوية أخرى.

حيث في تعليق نقلته صحيفة إسرائيل هيوم جرى الحديث عن صعوبة تحقيق هدف نزع سلاح حزب الله، وأن إسرائيل قد تضطر لملاحقة هذا "الشبح" إلى الأبد في محاولة لتحييد قدراته المتزايدة.

ومايثير القلق في الاوساط الاسرائيلية هو الفجوة الواضحة بين تصريحات الكيان عن انتصارات في لبنان وبين الثمن الباهظ الذي تدفعه على الأرض، سواء كان ذلك عبر المزيد من القتلى أو من خلال تدمير المستوطنات.

واجمالا لم يعد الحديث عن التوازن العسكري مجرد شعارات، بل أصبح واقعا على الأرض ، واقع يؤكد أن فلسطين، ومن ورائها المقاومة الاسلامية لن تُهزم مهما كان الثمن ، وها هو حزب الله يرسل للعالم كله رسالة قوية مفادها: المقاومة مستمرة، والقدرة على إحداث الفارق باتت واضحة، فإسرائيل لن تنعم بالأمان بعد اليوم

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen