معركةُ جباليا: الثّمن أكبر من الإنجاز
مع استمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي بعملياته في جباليا شمال قطاع غزة// عسكريون إسرائيليون يحذرون قادة الجيش من مصير المعارك
معركة الاحتلال في جباليا تلقي بظلالها في الاوساط العسكرية الإسرائيلية حيثُ حذَّر عسكريون وسياسيون إسرائيليون من استمرار المعارك في قطاع غزة، مؤكدين أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة بات فيها الثمن أكبر من الإنجاز.
وفي ظل تصاعد أعداد القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال نتيجة كمائن المقاومة الفلسطينية النوعية في شمال القطاع // أكد ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية بالقناة 13 العبرية، أن اسرائيل وصلت إلى وضع أصبح فيه الثمن أكبر من الإنجاز الذي تحققه.
بن دافيد اضاف: قد نستمر في تمزيق غزة لسنوات مقبلة، لكنه استدرك متسائلا ماذا بعد الانتهاء من جباليا؟.
وخلص بن دافيد إلى أن هناك مليون منطقة في غزة يمكن أن يقضي فيها الجيش عدة شهور ويسقط عشرات الجنود.
فيما عقب مُعد "خطة الجنرالات" الضابط السابق "غيورا آيلاند" تعقيبًا على مقتل 24 ضابطًا وجنديًا في الاجتياح المستمر لشمالي قطاع غزة، قائلا إنّ الطريقة الصحيحة والسهلة لحل كلّ ما يجري هي إنهاء الحرب بغزّة وسحب جميع الجنود من القطاع في صفقة واحدة.
وأضاف: من يقول إنّ علينا مواصلة القتال فهو يخلق شعورًا أننا حال فعلنا ذلك لوقت آخر فسنصل إلى نصر مطلق، وهذا لن يحصل.
يشار إلى أن جيش الاحتلال اعترف بمقتل 24 ضابطًا وجنديًا في جباليا منذ بدء العملية العسكرية الحالية في شمال قطاع غزة في الخامس من أكتوبر الماضي.
فيما وصف رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا يسرائيل زيف الثمن الذي تدفعه إسرائيل في غزة بـ"القاسي جدا" على مستوى جنود الاحتياط، إضافة إلى الأثمان السياسية والاقتصادية.
من جانبه، طالب أمنون أبراموفيتش، وهو محلل الشؤون السياسية بالقناة 12، بضرورة تحديد هدف عام للحرب في غزة، وإنهائها بعودة جميع الأسرى المحتجزين في القطاع، متسائلاً عن الهدف من سقوط هذا الكم من القتلى من الجنود في غزة، والأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها هناك، ومتى سينتهي ذلك.
هذا وتزايدت عمليات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ضد جيش الاحتلال في شمال القطاع ومعظمها في جباليا / إذ تنوعت العمليات بين استهداف دبابات ميركافا وجرافات عسكرية من طراز "دي-9" بعبوات ناسفة وقذائف "الياسين 105"، إضافة إلى عمليات قنص جنود واستهداف قوات راجلة بقذائف مضادة للأفراد.
تجدر الإشارة الى أنّ عمليات المقاومة المتواصلة في غزة ولبنان تفاقم خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحيث أعلنت إذاعة جيش الاحتلال استعدادات جديدة تجريها وزارة الأمن الإسرائيلية لتوسيع المقبرة العسكرية في "جبل هرتسل"، في مدينة القدس المحتلة.
وبيّنت أنّه ستتمّ إضافة 600 قبر جديد من أجل دفن جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ هذا القرار يأتي في ظلّ التوترات المتصاعدة، والحاجة المتزايدة إلى توفير مساحات كافية لدفن القتلى من أفراد جيش الاحتلال..