واشنطن تناور حماية لتل ابيب ولبنان يؤكد: لا ضمانات للعدو
يتماهى الموقف السياسي اللبناني مع ذاك الشعبي تجاه العدوان على لبنان وفي حين تؤكد مصادر رسمية لبنانية ان ما تروج له واشنطن مناورة تصب أولا وأخيرا في اطار حماية تل ابيب فأنها ترفض تقديم أي ضمانات للعدو متمسكة بالوقف الشامل والفوري لإطلاق النار.
بات واضحاً للجميع ان تل ابيب تريد اتفاقاً مَصوغاً مع الولايات المتحدة بمعزل عن موقف لبنان، وحدهما تل أبيب وواشنطن تقرانه ويتضمّن وثيقة تمنح حرية للكيان الصهيوني بالعمل في حالة أيّ انتهاكات وإما أن يقبل اللبنانيون به أو تستمر الحرب.
ومن قمة الرئيسين بايدن وترامب، مروراً بلقاءاتِ الوزير ديرمر في واشنطن، ثم تصريحاتِ الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين فإن القناعة الوحيدة التي تكوّنت لدى القوى السياسية في لبنان تقاطعت عند تقدير سلبي بعدم وجود أي مؤشرات إلى انتهاء الحرب قريباً، خصوصاً بعدما نشرت صحافة العدو ليل أمس، أن تل ابيب تفكر في إقامة منطقة عازلة على الحدود مع لبنان
وبحسب مصادر سياسية لبنانية فأن ما يجري اليوم، لا يتجاوز حدود المناورة السياسية الكبيرة التي يقوم بها العدو، بالتعاون مع الولايات المتحدة، في محاولة لفرض وقائع سياسية في لبنان ومن هنا خلص الموقف اللبناني الى جملة من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها: اولها ان لبنان معنيّ أولاً وأخيراً بما يفيد مصلحة لبنان، لا بما يحقّق مصلحة الكيان الغاصب وبالتالي، لن يدخل في أي نقاش مع الولايات المتحدة عندما تتحدّث نيابة عن تل أبيب.
ثانياً، لبنان يريد وقفاً نهائياً للحرب، ومرة واحدة، وهو ليس في صدد الدخول في ألاعيب من نوع هدنة مؤقتة أو وقف متقطّع لإطلاق النار. ثالثاً، لبنان ليس في وارد الموافقة إطلاقاً على أي اتفاق يتطلب تنفيذه عدة مراحل، ويريد تنفيذ القرار 1701 من دون أي تعديل. رابعاً، يرفض لبنان أي محاولة لربط عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم بأي ترتيبات تتعلق بتنفيذ القرار، وأن هؤلاء سيعودون بعد ساعات على وقف إطلاق النار. خامساً، لبنان ليس في وارد التساهل مع أي طلب من نوع استباحة الأجواء من قبل طيران العدو ويرفض لبنان مطلقاً منح أي صلاحيات أمنية أو عسكرية أو أي نوع من الإشراف لأميركا أو الكيان الغاصب على خطوات لبنان، وأن وجود لجنة مؤقّتة تضم ممثلين عن القوى المعنية في الأمم المتحدة هو الإطار الوحيد الذي يراقب مدى التزام الطرفين بتنفيذ القرار 1701. وبالتالي يأتي الموقف اللبنانيي متماهي مع موقف الشعب والمقاومة في السيادة الكاملة للبنان على ان الكلمة الفصل ستغيرها بلا شك تطورات الميدان.