عمليات المقاومة الإسلامية.. تصعيد غير مسبوق يهز خليج حيفا
في تصعيد غير مسبوق يُسجّل ضمن معركة الإرادة والثبات، أطلقت المقاومة الإسلامية في لبنان اثنين وعشرين عملية نوعية هزّت عمق الاحتلال الإسرائيلي، وأشعلت حالة من الذعر في شمال فلسطين المحتلة وخليج حيفا.
في رسالةٍ واضحة لدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة ودفاعاً عن أرض لبنان، نفّذت المقاومة ضربات دقيقة ومتعددة، مستهدفةً تجمعات للجيش الإسرائيلي ومستوطناته، لتُعيد رسم معادلة الردع وتثبت أن المقاومة، بقدراتها وإصرارها، باتت رقماً صعباً يُحسب له ألف حساب.
حيث تصدّرت المقاومة الإسلامية المشهد بعملياتها العسكرية الحازمة دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودفاعاً عن لبنان، منفذة 22 عملية نوعية ضد محاولات التقدّم الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية مستهدفة مواقع وتجمعات عسكرية للجيش الإسرائيلي في شمال وعمق فلسطين المحتلة.
قامت المقاومة بتوجيه ضربات صاروخية مركزة على مناطق مختلفة، من بينها صفد ومعالوت ترشيحا، مستهدفةً تجمعات الجنود والمستوطنات القريبة، بالإضافة إلى قصف قاعدة التدريب للواء المظليين في كرمئيل، وقاعدة شراغا العسكرية شمال عكا، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال حيفا. وفي سلسلة من الهجمات باستخدام المسيّرات الانقضاضية، استهدفت المقاومة قواعد وتجمعات للجيش الإسرائيلي في عدة مواقع، حيث أصابت أهدافها بدقة وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال.
وكان للعمليات وقع خاص في خليج حيفا، حيث شهدت الكريوت وأحياء حيفا المحتلة أعنف قصف منذ بدء الحرب، مع إطلاق نحو 100 صاروخ في اتجاه المنطقة، مما أثار الذعر بين السكان. وأكد الإعلام الإسرائيلي على خطورة الضربات، واصفاً المشهد بـ"جنون في خليج حيفا"، مشيراً إلى أن عدد الصواريخ التي استهدفت المنطقة هو الأكبر منذ بداية هجمات المقاومة.
ولم تقتصر عمليات المقاومة على ضربات محددة فحسب، بل جاءت في سياق تحذير واضح وجهته لعدد من مستوطنات الشمال، حيث استهدفت مناطق مثل حتسور هاجليليت، كتسرين، روش بينا، وميرون بصلية صاروخية، ما شكّل تصعيداً مقلقاً للعدو الذي بات يواجه تهديدات متزايدة على طول حدوده الشمالية.
بهذه العمليات النوعية، تؤكد المقاومة الإسلامية أنها ركنٌ ثابتٌ في معادلة الصراع، ورسالتها واضحة بأن كل محاولة للتقدم أو العدوان على لبنان وفلسطين ستواجه بردٍ مزلزل. ومع تصاعد الضربات ووصولها إلى عمق المناطق المحتلة، يُدرك العدو أن المقاومة لن تتراجع عن مواقفها ولن تترك الشعب الفلسطيني وحيداً. إنها مرحلة جديدة من المواجهة، تُجسّد إصرار المقاومة على حماية الأرض والكرامة، وفتح بابٍ واسع للأمل أمام الشعوب التي تسعى للتحرر، في مشهد يرسخ قوة الإرادة العربية أمام اعتى أنواع العدوان.