12 تشرين ثاني , 2024

العدو في قبو الخوف: هيبة حزب الله وطائراته المسيّرة ترعب أركان الاحتلال

في خضم الحرب التي لم تعد تقتصر على المعركة العسكرية التقليدية، يواجه الاحتلال الإسرائيلي تهديدًا غير مرئي لكنه الأكثر إيلامًا: حرب استنزاف مدروسة بعناية، يقودها حزب الله باستخدام سلاح الطائرات المسيّرة.

طائرات لا تُرى إلا عندما تحلق فوق رؤوس المستوطنين، تحمل في جناحيها أكثر من مجرد دمار مادي؛ فهي تحمل رسائل نفسية تؤكد أن العدو لم يعد في مأمن داخل حدوده. في لحظة تحولٍ استراتيجي، يجد رئيس حكومة الاحتلال نفسه يختبئ في قبو محصّن، هاربًا من تهديد مستمر، في مشهد يكشف هشاشة القوة الإسرائيلية أمام عزم المقاومة.

بالنظر إلى المعطيات التي أوردتها القناة 12 "الإسرائيلية"، يظهر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعيش تحت تهديد مستمر من هجمات حزب الله. فبعد استهداف طائرة مسيّرة لمنزل نتنياهو في قيساريا، تحوّل إلى العمل من قبو محصّن داخل مكتبه، في خطوة تكشف حجم القلق الداخلي والضعف الذي يعيشه المسؤولون "الإسرائيليون" أمام التهديدات المتزايدة من المقاومة. هذا الهجوم لم يكن إلا جزءًا من استراتيجية حزب الله التي تستهدف ليس فقط المواقع العسكرية ولكن أيضا المراكز المدنية الإسرائيلية، في محاولة لتركيع الاحتلال عبر تصعيد الضغط النفسي واللوجستي.

في إطار العمليات العسكرية المتواصلة  وحسب الاعلام العبري سجل حزب الله في شهر أكتوبر 2024 تصعيدًا ملحوظًا في ضرباته ضد "إسرائيل"، حيث أطلق ما لا يقل عن 2291 صاروخًا على الأراضي المحتلة، مستهدفًا المستوطنات الحدودية ومناطق أبعد في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفقًا لما أفاده مركز "علما"، كان من الواضح أن حزب الله قد وسع نطاق استهدافاته لتشمل مناطق حساسة مثل تل أبيب وحيفا وعكا، مما يكشف عن تحول استراتيجي في تكتيكات المقاومة.

تعتبر الطائرات المسيّرة الورقة الرابحة لحزب الله بحسب القناة الثانية عشر حيث تلعب دورًا بارزًا في استنزاف قوات الاحتلال. ووفقًا للباحثين في مركز "علما"، فإن الطائرات المسيّرة تساهم في خلق حالة من الرعب داخل المستوطنات الإسرائيلية، إذ يهرع الآلاف إلى الملاجئ بمجرد تحليق طائرة واحدة، ما يفرغ الحياة الطبيعية من مضمونها ويزيد من تكلفة الحرب النفسية. وقد أظهرت الأحداث أن المقاومة تتقن استخدام هذه التكنولوجيا لتوجيه ضربات دقيقة ضد معسكرات العدو، كما حدث مع استهداف معسكر "غولاني"، مما أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة العشرات.

إن ضربات حزب الله في الأشهر الماضية قد نجحت في إحداث تحول حقيقي في ميزان القوى على الجبهة الشمالية. ليس فقط من خلال الضغوط العسكرية المستمرة، بل عبر التوجه نحو المعركة النفسية التي تستنزف الاحتلال وتوجه رسائل متعددة للعالم. فالمقاومة، عبر طائراتها المسيّرة وصواريخها الدقيقة، أثبتت أنها قادرة على الوصول إلى كل بقعة في "إسرائيل"، في وقت يعجز فيه الاحتلال عن وقف هذا التصعيد. إن هذه الهجمات التي استهدفت المنشآت العسكرية والمستوطنات والأماكن المدنية، تشير إلى أن حزب الله قد وضع نصب عينيه هدفًا استراتيجيًا طويل الأمد، وهو استنزاف العدو من خلال حرب غير تقليدية، ما يفتح الطريق نحو معادلة جديدة للصراع.

مع كل يوم يمر، يتزايد الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من جهة حزب الله، الذي يواصل تنفيذ استراتيجياته بذكاء وحنكة، محققًا مكاسب ميدانية وإعلامية غير مسبوقة. المقاومة اللبنانية، التي تركز على تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، تتحدى الاحتلال في كل المجالات، مما يجعله يواجه واقعًا جديدًا أكثر صعوبة في تحمّله. على العدو أن يعي أن الخوف لم يعد مقتصرًا على الجبهة العسكرية فقط، بل أصبح يطارد حكامه ومستوطنيه في كل مكان، في ظل الحصار النفسي الذي يفرضه حزب الله.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen