اليمن تُعزّز صمود المقاومة: إسقاط الطائرة الأمريكية واستهداف قاعدة نيفاتيم رسالة ردع استراتيجية
في لحظة فارقة تكتب فيها اليمن سطورًا جديدة في معركة الكرامة والمقاومة، نجحت قواتها المسلحة في توجيه ضربات نوعية جعلت من السماء ساحة للصراع المفتوح مع العدوان.
بينما كانت الطائرات الأمريكية تحلق في سماء الجوف، أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية بصاروخ محلي الصنع، لتكتب اليمن معادلة جوية تؤكد فيها قدرتها على مواجهة أحدث أسلحة الحرب. وبالتوازي مع هذه الضربة، أطلقت القوات اليمنية صاروخًا باليستيًا فائق السرعة تجاه قاعدة "نيفاتيم" الجوية الإسرائيلية، ليصل إلى هدفه بدقة مذهلة. هذه العمليات لم تكن مجرد رد فعل، بل رسالة واضحة: أن اليمن، رغم التحديات، يظل صامدًا وقويًا، يدافع عن سيادته ويقف إلى جانب قضايا الأمة، مسطرًا بذلك فصلاً جديدًا في تاريخ المقاومة.
في عملية تعكس شجاعة القوات المسلحة اليمنية وتصاعد قدراتها الدفاعية، أعلنت اليمن إسقاط طائرة أميركية من طراز "MQ-9" في أجواء محافظة الجوف. ووثّق الإعلام الحربي اليمني لحظة استهداف الطائرة بصاروخ أرض-جو محلي الصنع، أثناء تنفيذها مهام عدائية فوق منطقة اليتمة. هذا الحدث، كما أعلن العميد يحيى سريع، يعد جزءًا من سلسلة انتصارات يحققها الجيش اليمني منذ بداية معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس". وبهذا الإنجاز الأخير، يصل عدد الطائرات الأميركية من نوع "MQ-9" التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية إلى اثنتي عشرة طائرة.
وإلى جانب إسقاط الطائرة الأميركية، نفّذت القوات المسلحة اليمنية عملية نوعية استهدفت قاعدة "نيفاتيم" الجوية في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة، مستخدمة صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، حيث نجح الصاروخ في الوصول إلى هدفه. وأعلن العميد سريع، خلال المظاهرة المليونية في ميدان السبعين، أن هذا الهجوم يؤكد التقدم الكبير في قدرات الردع اليمنية ويمثل رسالة واضحة إلى الأطراف المعادية وحلفائهم، مشددًا على استمرار العمليات حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ولبنان.
يحمل استهداف قاعدة "نيفاتيم" الجوية أبعادًا استراتيجية مهمة؛ إذ تعكس هذه العملية تصاعد القدرات الصاروخية اليمنية، مما يعني أن الجيش اليمني قادر على استهداف أهداف بعيدة المدى خارج حدوده. هذا التحول يعزز من صورة اليمن كقوة رادعة تملك وسائل قوية لحماية سيادتها ودعم حلفائها.
العملية أيضًا تعبر عن موقف اليمن الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر جسدته في استهداف قاعدة نيفاتيم، إحدى أهم القواعد الجوية الإسرائيلية، التي تضم طائرات حربية وأنظمة دفاعية متطورة. نجاح اليمن في الوصول إلى مثل هذا الهدف الاستراتيجي يبعث رسالة قلق في الأوساط الإسرائيلية ويبرز هشاشة الدفاعات الإسرائيلية أمام قدرات المقاومة في المنطقة.
إضافةً إلى ذلك، يمثل هذا الاستهداف خطوة لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك؛ حيث تجاوز اليمن الدفاع عن حدوده إلى مهاجمة منشآت حساسة خارج أراضيه، ليؤكد أن الصراع لم يعد محصورًا في نطاق محلي بل أصبح جزءًا من معركة أوسع تمتد إلى قوى المقاومة في المنطقة. وتعكس هذه العمليات استعدادًا يمنيًا لدعم الشعوب الشقيقة في مواجهة الاحتلال، لتتجلى بذلك روح الوحدة الإقليمية، وتشدد على ارتباط مصير هذه الدول بعضها ببعض.
بهذه الأبعاد المتكاملة، يعزز اليمن دوره في المشهد الإقليمي كطرف داعم لقضايا الأمة، بما في ذلك قضية فلسطين، ما يمثل رسالة قوية تتجاوز الأثر العسكري المباشر لتشمل أيضًا رسائل سياسية ومعنوية. هذا الدور الذي يتبناه اليمن في مواجهة الاحتلال، يعزز مكانته كحليف حقيقي في محور المقاومة، ويؤكد التزامه الثابت تجاه قضايا المنطقة، لتبقى صلابته وصموده في مواجهة العدوان نموذجًا للقوة والعزيمة.