شمال غزة لا يسلّم من الاجرام .. الموت أهون من التهجير
يواجه شمال قطاع غزة، منذ الخامس من تشرين الأول الماضي، أعنف حملات التطهير العرقي من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تحويله إلى منطقة عازلة، لكنّ الفلسطينيين هناك، لا يزالون على موقفهم الرافض للرحيل
باقون ما بقي الزعتر والزيتون؛ بيتي وإنْ هدموك لستُ براحل؛ حتى الطيور في غزة تمتلك جناحين ولا تهاجر.... تلك بعض من العبارات التي خطّها المحاصرون في شمال قطاع غزة على جدران بيوتهم المدمّرة، فيما لا يزالون على ثباتهم وإصرارهم على البقاء وعدم الخضوع لمطالب الاحتلال بالرحيل عن أرضهم.
43469 شهيد، ومئات آلاف الجرحى، وعدّاد الموت في غزة لا يكفّ.
لكنّ الرقم على فظاعته لا يعود مهماً حين يصبح الوجود شاهقاً إلى حدّ لا تبلغه الأبصار.
فلكلّ شهيد حكايته التي ستمتدّ إلى ما لا نهاية في عالمٍ موازٍ لا يُسمعُ فيه رعيد الصواريخ، ولا تحترق فيه الأجساد بالفوسفور، ولا تَصبّ فوقه الطائرات حِممها، ولا تُدمّر فيه الأبنية، ولا تُسوّى فيه حارات كاملة بالأرض، ولا يمشي فيه الناس هائمين على وجوههم، حفاة متأبّطين حقائبهم من موت إلى موت، وتحت زخّاتٍ من نار.
فهناك قرابة 80 ألف فلسطيني لا يزالون في مناطق شمالي قطاع غزة، ولا يزال الاحتلال يمنع عنهم كل مقومات الحياة والمساعدات الإنسانية.
كما أنّ آلاف العائلات التي نزحت إلى غربي مدينة غزة، وهي تفترش الشوارع، في ظل عدم توفر الخيام التي تقيها الحر والبرد حالياً.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، لليوم الـ400على التوالي، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار والنزوح.
حيث أعلن الدفاع المدني في غزة، انتشال 8 شهداء من منزل استهدفه الاحتلال قرب عيادة الدرج وسط مدينة غزة ليل أمس.
كما واستهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية، شاطئ مخيم النصيرات ومدينة رفح وسط وجنوبي قطاع غزة بشكل مكثف.
وكذلك يواصل الاحتلال لليوم الـ18 تعطيل عمل الدفاع المدني قسراً في مناطق شمالي قطاع غزّة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي، وبات آلاف المواطنون هناك من دون رعاية إنسانية وطبية.
وفي جنوبي قطاع غزّة، تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ 7 أيار/مايو الماضي.
اذا اليوم/ القانون الساري هناك هو: عائلة أفضل من فرد. آخرون لا يطبّقون هذا القانون، بل يواصلون الإصرار على الحياة، فيوزعون فلذات أكبادهم على حارات عدّة، لعلّ حارة واحدة بينها تنجو فيبقى للعائلة أثر واسم.