صمود لا ينكسر عند الحدود: تصاعد عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال
في مشهدٍ يُظهر قوة الإرادة وإصرار المقاومة على حماية الأرض والدفاع عن كرامة الشعوب، أطلقت سلسلة من العمليات النوعية التي تجاوزت الحدود المألوفة، متوغلةً في عمق الأراضي المحتلة لتبعث رسالة قوية تؤكد على أن يد المقاومة قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في كيان العدو.
على وقع استمرارية العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني تأبى المقاومة الإسلامية في لبنان إلا أن تكون حاضرةً بعمقها الاستراتيجي وتكتيكاتها الدقيقة حيث نفذت سلسلة من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع حساسة وقواعد عسكرية وتجمعات للعدو الإسرائيلي في شمال وعمق الأراضي المحتلة. تبرز هذه العمليات التصعيدية إصرار المقاومة على تعزيز موقفها في وجه الاحتلال، وإيصال رسالة رادعة تؤكد على قدرتها على الوصول إلى عمق مواقع العدو.
في سلسلة عمليات "خيبر" وردًا على الاعتداءات المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، استهدفت المقاومة مواقع استراتيجية بارزة وحيوية، من بينها قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية شمال غرب حيفا، وهي مركز حيوي للرصد والمراقبة البحرية. كما استهدفت قاعدة ومطار "رامات ديفيد" العسكري جنوب شرق حيفا الذي يشكل مركزًا هامًا للطائرات المقاتلة وللعمليات الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى قاعدة "تل نوف" الجوية جنوب تل أبيب التي تضم أسراب طائرات F-15 وطائرات بدون طيار هيرون-TP، إضافة إلى وحدات متخصصة بالحرب الإلكترونية، ليشكّل ذلك اختراقًا نوعيًا نحو مواقع أكثر عمقًا في الأراضي المحتلة.
كما واستهدفت المقاومة تجمعات عسكرية عديدة للعدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث شملت الضربات صليات صاروخية على مستوطنات "كريات شمونة" التي تلقت صليتين على مرحلتين، و"مسكاف عام" و"مرغليوت" التي أصيبت بصليات صاروخية متتالية، ومستوطنات "المنارة" و"دوفيف" و"يرؤون"، في رسائل واضحة من المقاومة تشير إلى أن تلك المناطق لن تنعم بالأمان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. هذه الاستهدافات المكثفة للتجمعات العسكرية وللمستوطنات الحدودية جاءت كإثبات على دقة التنسيق والتخطيط الميداني للمقاومة، التي وجّهت عملياتها نحو مناطق تجمعات الجنود ومرافقهم في مواقع التماس.
وضمن سياق العمليات، تم تدمير آليات عسكرية للعدو بعد محاولات تقدّم باتجاه المرتفعات الحدودية اللبنانية. فاستهدفت المقاومة جرافة عسكرية برفقة قوة مشاة كانت تحاول الاقتراب من مرتفع "ساري" شمال غرب بلدة كفركلا بصاروخ موجّه، ما أدى إلى تدميرها وسقوط إصابات مؤكدة في صفوف القوة المرافقة، كما تم تدمير ناقلة جند أخرى في نفس المنطقة، لتضيف المقاومة بذلك إنجازًا نوعيًا آخر في ردع تقدّم قوات الاحتلال ومنعها من الوصول إلى المواقع اللبنانية.
وفي تطور ملحوظ في عملياتها، شنت المقاومة هجومًا جويًا باستخدام سرب من المسيّرات الانقضاضية التي هاجمت تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس، حيث نجحت في إصابة أهدافها بدقة، مؤشرةً إلى كفاءة عالية وتنوع في الأساليب الهجومية وقدرات نوعية للمقاومة تمكّنها من الوصول إلى الأهداف المحددة وتوجيه ضربات مؤثرة.
تشير هذه العمليات إلى مدى الاستعداد العسكري للمقاومة وقدرتها على التصدي لأي تحرك من قوات العدو، سواء في العمق الاستراتيجي أو عند الحدود لترسل رسالة قوية تؤكد على أن المقاومة لن تتهاون في حماية الأرض اللبنانية والفلسطينية، وستبقى ثابتة في موقفها الرافض للاحتلال، في سبيل حماية الأرض والكرامة، وتعزيز صمود الشعوب المطالبة بحقها.