09 تشرين ثاني , 2024

لبنان الصامد: الغارات الإسرائيلية تواجه قوة لا تُقهر

في قلب لبنان يكتب الشعب اللبناني فصلاً جديداً من أساطير الصمود. رغم سُحب الدخان التي تعكر صفو الأفق، ورغم الغارات الإسرائيلية التي تهز الأرض تحت أقدامهم، يظل اللبنانيون ثابتين، لا يلينون ولا يهادنون. ومع كل غارة، يزداد عزمهم، وفي كل صاروخ، تتجلى إرادتهم الراسخة شعبٌ يقف بصلابة في وجه آلة الحرب، متحدياً الموت، وقاطعاً وعداً بأن الصمود هو الطريق الوحيد نحو النصر.

 هذا هو لبنان اليوم، ليس مجرد وطن يتعرض للعدوان، بل ساحة معركة يقاوم فيها شعبٌ لا يعرف الهزيمة، لبنان الذي شهد ليله على آله القتل الإسرائيلية

 في مساء يوم امس الجمعة التاسع من نوفمبر، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفةً مناطق  الحدث، برج البراجنة، حارة حريك، المريجة الرويس والليلكي، وغيرها من الأحياء التي كانت ولا تزال رمزاً للصمود.

 في الحدث، حيث سقطت صواريخ إسرائيلية على مبنى سكني قرب الجامعة اللبنانية، لكن عيون اللبنانيين لم تغلق. كان هناك من يقاوم، من يرفع رأسه عاليًا، متحديًا آلة الحرب التي لا تميز بين الأبرياء

الغارات لم تتوقف عند الضاحية، بل سبقتها الجنوب، حيث تركزت الضربات على مناطق زوطر، الريحان، ووادي برغز، حيث كان من الواضح أن اللبنانيين يقاومون كل غارة بشجاعة لا متناهية.

 اما مدينة صور فقدمت 9 من ابناءها وأكثر من 30 جريحاً، بينما استمر البحث عن مفقودين تحت الأنقاض. رغم الخراب الذي حلّ، كان الشعب اللبناني أقدر على النهوض من تحت الحطام، مؤمنًا أن القصف الإسرائيلي لا يمكنه كسر إرادة وطن يرفض الاستسلام.

إن الشعب اللبناني، الذي واجه التحديات على مدار تاريخه، يواجه اليوم واحدة من أشد اللحظات التاريخية، ولكن رغم كل شيء، لا يزال يثبت أن الصمود لا يأتي بالكلام، بل بالدماء والأرواح. 3117 شهيداً، وأكثر من 13 ألف جريح، لكن حتى في ظل هذه الأرقام المأساوية، يبقى لبنان رمزًا للصمود، ويبقى شعبه أكثر عزيمة وإصرارًا.

رغم كل الغارات، رغم القنابل التي تسقط على أرضه، ورغم الدماء التي تُراق على ترابه، يبقى لبنان صامداً في وجه العدوان. هذا الشعب، الذي اعتاد على مواجهة أصعب الظروف وأشد المحن، لن يُهزم ولن يركع. في كل ذرة تراب من أرضه، وفي كل بيت، وفي كل شجرة مقاومة، ينبض الأمل الذي لا يموت. بين الركام، يبرز وجه لبنان المقاوم الذي يرفض الاستسلام. هذه المعركة لن تُحدد نهايتها الغارات، بل صمود الأبطال الذين يكتبون تاريخًا جديدًا من البطولة والتحدي. فلبنان لن يُهزم، ولن يتوقف عن مقاومة العدوان، وستظل رايته ترفرف عالية، لأنها بلد الأحرار، بلد الأبطال، الذي يُقهر الغزاة مهما كانت قوتهم.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen