فصل الخطاب: رسالة اليمن الثابتة في مواجهة الاحتلال ودعم فلسطين
في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وغياب المواقف العربية الفاعلة، يأتي خطاب السيد القائد، ليؤكد مجددًا الثبات على الموقف اليمني في نصرة القضية الفلسطينية.
في كلمة تترجم الموقف اليمني الثابت دعا السيد االقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى مزيد من التصعيد والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن لا تهديدات أو ضغوط دولية ستثني اليمن عن دوره التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني، خطاب لم يتوقف عند حدود إدانة العدوان الإسرائيلي، بل يتجاوز ذلك ليكشف عن رؤية شاملة للموقف العربي والدولي، وينبّه إلى ضرورة توحيد الصفوف في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمة بأسرها.
أولى مقاصد الكلمة تتمثل في التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي في نصرة فلسطين مهما كانت التحديات. يشير فيها السيد الحوثي إلى أن هذا الموقف ليس مجرد دعم سياسي، بل هو موقف ديني وأخلاقي ينطلق من إيمان راسخ بالقضية الفلسطينية كقضية محورية للأمة الإسلامية.
أحد الأبعاد البارزة في خطاب السيد القائد هو النقد الحاد للمواقف العربية الرسمية، التي اعتبرها متخاذلة وصامتة أمام الجرائم الإسرائيلية. حيث أشار إلى أن معظم الأنظمة العربية لم تصدر مواقف سياسية بمستوى التضحيات الفلسطينية، بل وأن بعضها قد ساند الاحتلال بشكل أو بآخر. في المقابل، أشار إلى الموقف الغربي، وخصوصاً الأمريكي، الذي يدعم إسرائيل بلا تحفظ، مما يعكس انحيازاً غير مبرر لصالح المشروع الصهيوني. هذا النقد يعكس حجم الفجوة بين ما يتطلبه الواقع العربي والإسلامي من تحرك جاد، وبين الواقع السياسي المتخاذل الذي يعيشه معظم الأنظمة.
السيد الحوثي في كلمته يطرح مفهوم المقاومة كواجب جماعي يتجاوز الحدود الجغرافية. فقد تحدث عن الشعب الفلسطيني المجاهد، وأشاد بتضحياته، مؤكداً أن المقاومة يجب أن تكون شاملة ومستمرة في كل الجبهات، لا فقط على الصعيد العسكري ولكن أيضاً على الصعيد الشعبي والسياسي. كما دعا اليمنيين إلى "الخروج المليوني" اليوم وهو تعبير عن استمرار التعبئة الشعبية لمساندة فلسطين وتأكيد وقوف الشعب اليمني بكل قوته إلى جانب المقاومة.
أما عن المشروع الصهيوني، فقد أعطى السيد الحوثي سياقاً تاريخياً له، موضحاً كيف أن المشروع بدأ بدعم من القوى الغربية، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة. واستعرض كيف أن هذا المشروع لم يكن هدفه فقط احتلال فلسطين، بل كان يستهدف الأمة العربية والإسلامية ككل، في محاولة لفرض هيمنة غربية على الأرض والدين. هذا الطرح يعكس الفهم العميق للقيادة الحوثية حول الجذور التاريخية للمشروع الصهيوني، ودور القوى الغربية في تسهيل وتمويل هذا المشروع.
لقد أضاف السيد الحوثي بعداً استراتيجياً في خطابه حين أكد على ضرورة التصعيد المستمر في الجهود العسكرية والسياسية لمواجهة الاحتلال، سواء من خلال العمليات العسكرية التي تستهدف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، أو من خلال الانخراط الشعبي في الحركات الاحتجاجية. هذا التصعيد لا يرتبط بالانتظار لحل سياسي أو تفاوضي مع القوى الكبرى، بل هو مسار قائم على فرض الحق بالقوة.
رسالة السيد عبد الملك الحوثي هي دعوة شاملة للأمة الإسلامية والعربية لكي تتوحد في دعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن هذا الواجب ليس ظرفياً بل هو مستمر. رسالة عميقة تؤكد على وحدة المواقف الجهادية في مواجهة المشروع الصهيوني، متخطياً فيها الحواجز السياسية والاقتصادية، ومؤكداً أن فلسطين هي أولوية أمتنا في جميع ميادين النضال.