06 تشرين ثاني , 2024

أربعون يوما على استشهاد السيد نصر الله: فشل اسرائيلي في ضرب المقاومة

بعد مرور اربعين يوما على استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وربما قبل ذلك اكتشف بن يمين نتنياهو ان ما قام به من عملية اغتيال استعراضية يستحيل تحويلها الى مكاسب استراتيجية خصوصا في ظل ما يسطره رجال المقاومة في الميدان.

في زمن طوفان الاقصى او في غيره لم يتوقف بن يمين نتنياهو عن التخطيط لتصفية حساباته مع حزب الله فور الانتهاء من تحقيق أهدافه في اطاع غزة ، وامام هزائمه المتراكمة في القطاع ومواصلة حزب الله عملية الاسناد  لم يكن أمام رئيس وزراء العدو  من بديل آخر سوى الهروب إلى الأمام، بالتصعيد مع محور المقاومة ككل، رغم فشله في تحقيق أيّ من أهدافه الرئيسية في القطاع

الحرب  التي ارادها نتنياهو على لبنان بدأت باستشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ...ورغم النشوة في اغتيال سيد المقاومة الا ان الشعور بدأ يتبدّد تدريجياً تحت تأثير مجموعة من العوامل، بعضها يتعلّق بانكشاف ضآلة ما حقّقه الكيان على الصعيد الاستراتيجي، رغم ضخامته على الصعيد التكتيكي، وبعضها الآخر يتعلق بسرعة تماسك منظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله، وبعضها الثالث يتعلّق بنجاح إيران في القيام بردّ عسكري مؤلم

لم يمرّ وقت طويل قبل أن يكتشف نتنياهو أن ما قام به لا يخرج عن كونه عمليات استعراضية مبهرة يستحيل تحويلها إلى مكاسب استراتيجية ملموسة على الأرض، خصوصاً وأنها لا تكفل عودة النازحين إلى مستوطناتهم في الشمال، وهو هدف لا يمكن أن يتحقّق إلا من خلال السيطرة الفعلية لقواته على الأرض، ما يفسّر اضطراره إلى اتخاذ قرار بالاجتياح البري للحدود مع لبنان.

لكن ما إن بدأ هذا الاجتياح حتى ووجه جيش الكيان بمقاومة ضارية نجحت في تكبيده خسائر فادحه، لا شكّ أنها ذكّرته بما جرى له عام 2006، وهنا كانت المفاجأة غير المتوقّعة. فقد اكتشف نتنياهو أن حزب الله، والذي خسر مجموعة كبيرة من أهم قياداته، ما زال متماسكاً وقادراً على خوض أشرس المعارك، بدليل استمراره في إطلاق صواريخ قادرة على أن تطال أي هدف داخل الكيان.

ومن الواضح أن نتنياهو لم يستطع أن يدرك أنه يواجه حزباً عقائدياً من الطراز الأول يؤمن بأن المشروع الصهيوني هو مصدر التهديد الأساسي للأمتين العربية والإسلامية، وأنّ قواعده تربّت على قاعدة إيمانية مفادها لنصر أو الشهادة، وأنّ كوادره مجهّزة ومدرّبة لتولّي مهام القيادة في أعلى مراتبها، وتلك كلها شواهد تؤكد أن المقاومة  ستظل حيّة وفاعلة مسقطة جميع رهانات العدو.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen