كسفينة غارقة.. الاقتصاد الاسرائيلي يتلقى ضربة قاسية بفعل الهجمات اليمنية
تُصعِّد جبهة الاسناد اليمنية مستوى نشاطها بوتيرة متسارعة، ضد الكيان الصهيوني وأصبح لنشاطها آثار وعواقب وخيمة، وخاصة على الاقتصاد الصهيوني الذي يبدو اليوم كسفينة غارقة.
مرَّ عام بأكمله منذ رأينا مقاومين فلسطينيين يتخطون سياج غزة الذكي، يتوجهون إلى المستوطنات المحيطة بها، ليعيدوا فلسطين إلى الواجهة، ويذكِّروا العالم بطبيعة الاستعمار الصهيوني.
ومنذ اليوم الأول للمعركة، كان اليمن حاضراً..
منذ ذلك اليوم الذي تحول في ظرف أيام قليلة إلى حرب إبادة جماعية، ركّز اليمن على ضرب هذا العدو اقتصادياً..
فبعد الحصار البحري للكيان الإسرائيلي، ركَّز الاحتلال جميع مقدّراته الاقتصادية نحو الحرب، وارتفع الإنفاق العسكري وتعطَّلت العديد من خطوط الإنتاج والأعمال الخدمية.
من البحر الاحمر وباب المندب الى خليج عدن والبحر العربي وصولاً الى المحيط الهندي والبحر الابيض المتوسط، هي مراحل الإسناد اليمني لغزة، والتي مثلت ضربة قاضية للاقتصاد الإسرائيلي.
فعدد العمليات العسكرية الجوية على العمق الصهيوني بلغ ما يزيد عن 175 عملية، أما بالنسبة للسفن المستهدفة، فبلغ عددها في مختلف البحار والمحيطات ما يزيد عن 193 سفينة إضافة إلى الزورق المسير طوفان 1، حيث تفردت القوات البحرية اليمنية باستخدام سلاح الزوارق المتفجرة بدءً من هذه العملية، لتتطور بعدها القوارب المسيرة ولتحمل في راسها الحربي، ما يقارب 1500 كيلوغرام من المتفجرات.
كما بلغ عدد العمليات العسكرية البحرية ضد السفن والقطاع الحربي ما يزيد عن 30 عملية باستخدام عدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الدقيقة.
واحتلت حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور الرقم القياسي في عدد عمليات استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية، ووصلت الى 3 مرات بدفعات كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة وهو ما أرغمها على الانسحاب من المعركة البحرية بشكل نهائي، جراء الخوف الامريكي على مدينة الطائرات البحرية.
اذا/ تكبد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في القطاع الاقتصادي، من خلال سلسلة مفتوحة منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة ومن أهم هذه الخسائر انخفاض الايرادات بنسبة 80% أي ما يعادل 133 مليار دولار، وتراجع الصادرات التي كانت تمر عبر باب المندب بنحو 15 مليار وانخفاض الإمدادات الغذائية بنسبة 60% وارتفاع أسعار السلع بنسبة 50%.، إغلاق ميناء إيلات بشكل تام، وتسريح نصف العاملين فيها، وفقاً لما اكدته صحيفة ذا ماركر الإسرائيلية.
كما ان خسائر النقل البحري بلغت 4 مليار دولار شهرياً، أي ما يعادل 10 ملايين دولار بشكل يومي، وارتفاع تكلفة تأمين السفن بنسبة 250 في المئة، وإغلاق أكثر من 46 ألف شركة إسرائيلية، ومن المتوقع أيضاً إغلاق 60 ألف شركة أخرى.
كما تكبدت الأسهم والبورصة المحلية الإسرائيلية خسائر بنسبة 6.5 %، وعلى الصعيد الدولي فقد انخفضت الأسهم بنسبة تتراوح بين 9.7% – 8.9%. وتعطّل تدفق ما قيمته تريليون دولار من البضائع القادمة عبر البحر الاحمر.
المعلوم اذا، أنه لم يكن من الممكن للكيان الصهيوني أن يستمر في هذه الحرب لمدة عام ونيف بأكمله لولا الدعم الغربي، الاقتصادي واللوجستي والعسكري، والمرجَّح أن يزداد بوتيرة سريعة في وقت قصير نتيجة توسُّع المعركة.