وحدة الدم والمقاومة: غزة والضفة في مواجهة العدوان
لا يزال القطاع المحاصر يتعرض لقصفٍ مميت، بينما يواصل أبناء الضفة صمودهم في وجه الاحتلال، مؤكدين أن إرادة المقاومة لا تُقهر.
فجر اليوم، شهدت مناطق متعددة في قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث استشهد 29 مواطنًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل وخيام تأوي نازحين. وقد تركزت عمليات القصف في عدة مناطق، منها بيت لاهيا ودير البلح والزوايدة وخانيونس، مما أسفر عن ارتقاء 20 مواطنًا في بيت لاهيا نتيجة استهداف منزل يأوي نازحين. كما أدى القصف في دير البلح إلى استشهاد اثنين وإصابة آخرين، بينما أسفر القصف في الزوايدة عن استشهاد أربعة مواطنين.
في منطقة معن شرق خان يونس، ارتفع عدد الشهداء إلى ثلاثة، بينهم طفل، إثر استهداف خيمة نازحين. إضافةً إلى ذلك، أصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف منزلًا في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس. وبالتزامن مع ذلك، تعرض محيط مستوصف شهداء الزيتون في حي الزيتون لقصف مدفعي مكثف، مع إطلاق نار من آليات الاحتلال.
وعن الوضع الإنساني، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن حصيلة الشهداء في 24 ساعة الماضية بلغت 70 شهيدًا، بينهم 45 في شمال غزة. وقد وصف مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الوضع بأنه يشير إلى حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، مع التأكيد على تعمد الاحتلال إخراج المستشفيات في شمال غزة عن الخدمة، مما يفاقم معاناة المدنيين.
وفي إطار التصعيد المستمر، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم مخيم الفارعة جنوب طوباس، حيث استخدمت العديد من الدوريات العسكرية والجرافات. وأكدت مصادر محلية أن الاقتحام تزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع. ونجحت كتائب شهداء الأقصى في تفجير عبوة ناسفة بجرافة عسكرية خلال عملية الاقتحام.
كذلك، استمرت الاقتحامات في بلدة طمون جنوب شرق طوباس، حيث تواصلت الاشتباكات الضارية مع قوات الاحتلال. وأفادت كتائب شهداء الأقصى بأن مقاتليها يتصدون للهجوم بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
إن العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، الذي بدأ منذ 7 أكتوبر 2023، أوقع حتى الآن 43,374 شهيدًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 102,261 جريحًا، مما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
يثبت الشعب في غزة والضفة أنه رغم كل ما يتعرض له من عدوان وقمع، فإن إرادته في الحياة والحرية لا تنكسر. إن التضحيات التي يقدمها الأبرياء، من شهداء وجرحى، تعكس عمق الروح الوطنية والانتماء الذي لا يعرف الحدود. بينما تسيل الدماء، تتعاظم أصداء المقاومة وتتكامل الجهود بين أبناء الوطن، مؤكدةً أن الكرامة لا تُستجدى بل تُنتزع. من قلب المعاناة، تبرز صور الشجاعة والصمود، لتكتب سطورًا جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. إن غزة والضفة، وكأنهما قلب واحد ينبض بالأمل والحرية، ماضيةً نحو النصر، متمسكةً بحلم الدولة المستقلة التي تستحقها.