05 تشرين ثاني , 2024

العدو يتقهقر عند أعتاب الجنوب.. بات النصر قريب

في قلب المواجهات المستمرة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، يتجلى مشهد من البطولة والتضحية، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي محاولاته الفاشلة للتقدم نحو الأراضي اللبنانية. ورغم الدعم الجوي والتسليح المتقدم، يواجه العدو مقاومة لا تتزعزع من المجاهدين الذين يسطرون أروع ملاحم الشجاعة والثبات.

إن الصمود الأسطوري للجنوب اللبناني، وعلى رأسه مدينة الخيام، يثبت أن الإرادة الشعبية، عندما تتحد مع قيم المقاومة، يمكن أن تُغير مجرى التاريخ. مع كل قذيفة تطلق، وكل شهيد يُسجل، يقترب النصر من أن يصبح حقيقة مُشرفة، ليس فقط للشعب اللبناني، بل لكل من ينشد الحرية والكرامة في مواجهة الاحتلال

تتواصل المواجهة العنيفة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث يسعى العدو الإسرائيلي، منذ أكثر من شهر، للزحف نحو الأراضي اللبنانية عبر القرى الحدودية. ورغم محاولاته المتكررة، لم يتمكن العدو من إحراز أي تقدم يذكر، ما يعكس قوة وثبات المقاومة الإسلامية في مواجهة الغزاة، التي تظل كجبلٍ شامخ في وجه العواصف.

لقد حاول العدو التقدم عبر عدة محاور، بدءًا من القطاع الشرقي إلى الغربي، حيث استهدف مناطق استراتيجية مثل كمارون الراس، عيتا الشعب، بليدا، ميس الجبل، وعديسة. ورغم الدعم الجوي المكثف الذي حظي به من الطيران الحربي وطائرات الاستطلاع، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل في مواجهة صمود المجاهدين. فقد تصدت المقاومة بشكل شرس لكل محاولاته، مما أدى إلى تكبيد العدو خسائر فادحة.

تاريخ الخيام يحمل ذكريات قاسية للعدو فقد شهدت المدينة انسحابه في مايو 2000 تحت جنح الظلام، تاركًا خلفه "معتقل الخيام" الذي كان معبرًا عن بطولات الأسرى الذين حررتهم المقاومة. وفي عام 2006، عندما حاول العدو تكرار محاولاته، كان مصيره "مجزرة الدبابات"، حيث أُلحقت دباباته الميركافا هزائم مؤلمة، ليعود العدو مجددًا خائبًا.

الحصيلة الأولية لخسائر العدو الإسرائيلي منذ انطلاق ما أسماه "المناورة البرية في جنوب لبنان" تشير إلى مقتل أكثر من 95 جنديًا وإصابة ما يزيد عن 900 آخرين. كما دُمرت 42 دبابة ميركافا، وأربعة جرّافات عسكرية، مما يعكس حجم الأضرار الفادحة التي مُني بها جيش الاحتلال.

هذه الأرقام لا تشمل الخسائر في القواعد العسكرية والمواقع الإسرائيلية، حيث تستمر المقاومة في استهداف تجمعات قوات العدو بأساليب عسكرية متطورة، مما يعزز موقفها الاستراتيجي.

في ظل هذه التطورات، تبث المقاومة رسالة واضحة للشعب اللبناني، مفادها أن النصر بات قريبًا مع استمرار تزايد الخسائر في صفوف العدو. كما أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن صمود المقاومة وتماسك الشعب حولها هو السبيل لوقف العدوان واستعادة الأرض. "نحن أمام وحش هائج، ولكننا من سنعيده إلى الحظيرة"، كما قال قاسم، مشددًا على أن الميدان هو الحكم.

التطورات الأخيرة، بما في ذلك إلغاء زيارة رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، إلى مستوطنة المطلة بسبب تهديدات المقاومة، تدل على تأثير القوة العسكرية للمقاومة في تغيير مجريات الأحداث. تظل الخيام وغيرها من القرى الجنوبية معاقل حيوية للانتصار على العدو الإسرائيلي، مما يتطلب من الجميع الصبر والثبات والرهان على سواعد المقاومين.

تتضح معالم النصر أكثر من أي وقت مضى. إن صمود المقاومة الإسلامية وثبات الشعب اللبناني في وجه الاحتلال الإسرائيلي يعكس روحًا لا تُقهر، مستمدة من تاريخٍ طويل من الكفاح والتضحيات. كما أظهرت الأحداث الأخيرة، فإن إرادة المقاومة قادرة على كسر قيد الاحتلال وتفكيك أماله في السيطرة. النصر ليس مجرد هدف، بل هو مسار مستمر يثريه الدماء الطاهرة ويعززه الوعي الجمعي للشعب. ومع استمرار التصدي للعدوان، يظل الأمل مشتعلاً في قلوب الأحرار، ليكون الجنوب اللبناني منارةً للحرية، وموطنًا للكرامة، ودرعًا يحمي حقوق الإنسان. إن طريق النصر بات أقرب من أي وقت مضى، وعزيمة المجاهدين ستكتب فصولًا جديدة من المجد في تاريخ الأمة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen