معارك السماء.. مُسيرّات المقاومة تغير معادلة الصراع
كيف بدأت رحلة الطائرات المسيرة التي باتت تحكم سماء البلاد، وتستحوذ على مساحة هامة من المواجهة العسكرية بين قوى المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
في خضم المواجهة المستمرة مع الاحتلال على كافة الساحات، لا يمر يوم واحد دون تسلل للطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله من لبنانن والمقاومة الإسلامية العراقية، وللقوات المسلحة اليمنية، لتخترق المجال الجوي لفلسطين المحتلة، الذي تفاخر الاحتلال الإسرائيلي بإحكام سيطرته عليه، فيما سبقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة باستخدام هذه الوسيلة خلال السنوات الماضية.
فكيف بدأت رحلة تطوير قوى المقاومة لسلاح الطائرات المسيرة؟
عام 2014، أطلقت كتائب القسام أولى طائراتها المسيرة، من طراز أبابيل 1 بثلاثة نماذج مختلفة، لتشكل بذلك إيذاناً لمرحلة جديدة من المواجهة التي تحدت سلاح جو الاحتلال ومنظوماته.
بعد ذلك بسنوات عام 2018، أعلنت كتائب القسام مجدداً عن تصنيعها لنموذ جديد من المسيرات وهي مسيرة شهاب، التي استُخدمت بشكلٍ واسع في معركة سيف القدس عام 2021 وتمكنت من إصابة أهدافها بدقة، إضافة لمسيرة الزواري الانتحارية، والتي استُخدمت بذات المعركة، وأطلقت عليها القسام اسم الزواري نسبة للشهيد التونسي محمد الزواري، واستخدمت بالأمس حيث تم استهداف موقعاً عسكرياً للعدو في محور نتساريم.
في لبنان وعلى مدار سنوات، سعى حزب الله إلى بناء ترسانة أسلحة مميزة، تمكنه من خوض المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وفق استراتيجيات عسكرية متقدمة، لتكون الطائرات المسيرة على رأس هذه الأسلحة، وبالأمس اعترف الاحتلال بأن مروحيات عسكرية تشارك من اكثر من نصف ساعة في مطاردة مسيرات دخلت من لبنان.
اذا أطلق حزب الله المسيرات لأول مرة عام 2004، ثم أطلق طائرة أيوب الاستطلاعية وبعد ذلك حمل الشهيد المهندس حسان اللقيس مسؤولية تطوير القوة الجوية لحزب الله، على مدار سنوات طويلة حتى أحرز الحزب تفوقاً في هذا الجانب.
وتتنوع المسيرات التي طورها حزب الله وفق مواصفات محددة، ومهام متنوعة، كمسيرة الهدهد التي استخدمت بتصوير مشاهد للمواقع الحيوية الإسرائيلية.
كما واستخدم حزب الله المسيرات الانقضاضية بمهاجمة تجمعات جنود الاحتلال في المعسكرات المترامية على الحدود الفلسطينية – اللبنانية.
وفي العراق على مدار شهور المعركة نفذت المقاومة العراقية عشرات العمليات، التي استهدفت معسكرات جيش الاحتلال ومواقعه بشكلٍ مباشر.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية استهدافها للمرة الأولى في 17 تشرين أول/أكتوبر 2023 مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة بطائرات مسيرة، وفي شهر تموز/يوليو الماضي، استطاعت طائرة مسيرة أطلقتها القوات المسلحة اليمنية الوصول إلى تل أبيب وسط فلسطين المحتلة، فيما سُميت العملية بعملية الطائرة المسيرة يافا.
وبعد عام على المعركة يمكن القول أن قوى المقاومة قد فرضت أسلوباً قتالياً من خلال استخدام المسيرات، وفق معادلة استنزاف حقيقية للاحتلال، من خلال إطلاق المسيرات بشكلٍ يومي مع خلق حالة إرباك داخل مستوطنات ومدن الاحتلال، وهروب الآلاف من المستوطنين إلى الملاجئ، فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية.