اليمن حاضر في المعادلات: رسالة تحذيرّية للتّحايل الإسرائيلي
وجّهت القوات المسلحة اليمنية بياناً تحذيرياً شديد اللهجة لشركات النقل البحري التابعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ماذا في الرّسائل والدّلالات؟
نجح اليمن طيلة الفترة الماضية في توظيف موقعه الاستراتيجي كقوة في التوازنات العالمية وفرض نفسه كجزء مهم في معادلة المواجهة الدائرة والتعبير بصورة من أشجع صور الدعم والإسناد والنصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرَّض لحرب إبادة وتطهير عرقي من آلة الحرب الإسرائيلية، وشكل خطوة مؤثرة، وأحدث تغييراً في المعادلة وورقة ضغط كبيرة على "إسرائيل" وأميركا في آن واحد.
بيانُ القوات المسلحة اليمنية الأخير حمل تحذيراً شديد اللّهجة وكشف التّحايل الصهيوني في محاولة الالتفاف على معادلة الحظر التي فرضتها اليمن على السفن المتعاملة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
هذا التحايل الذي كشفته القوات المسلحة يُعدّ بالدّرحة الاولى انجازاً عسكريا كبيرا يحسب للمخابرات اليمنية التي تمكنت بيقظتها العالية من كشف المخطط الصهيوني الهادف لكسر الحصار المفروض على إسرائيل.
من الدّلالات على هذا الصعيد كذلك القدرة الكبيرة على المسح الاستخباري والمتابعة الدقيقة فضلا عن امتلاك اليمن مخزون معلوماتي كبير لا بل متابعة معلوماتية ملفتة.
ومن بين الرسائل والدلالات أيضا نجاح اليمن في تثبيت الحصار، فهذا التحذير اليمني دليل على استمرار اليمن في موقفه الإسنادي لغزة / إذ يوصل رسالة حاسمة بأن جبهة الاسناد اليمنية، لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة ويُوقف العدوان على لبنان، في إشارة إلى ترابط الساحات النضالية وتكامل المسارات بين جبهات المقاومة في اليمن وغزة ولبنان، حيث تتّحد جميعها تحت هدف مواجهة العدو الإسرائيلي.
كما يضع بيان العميد يحيى سريع النّقاط على الحروف في معركة تتجاوز الحدود الجغرافية لليمن، ليؤكد أن الدفاع عن فلسطين والتصدي للعدوان في لبنان جزء من استراتيجية صنعاء الشاملة، التي تضع المقاومة في موقع القوة وتضمن لها حرية التحرك في مواجهة أي ضغط أميركي أو دولي حتى النصر.
وحمل بيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية رسالة مفادها أن النّشاط العسكري لليمن وبتفوّقه بهذا الشكل هو يمسّ مباشرة بصورة واشنطن والكيان كقوة عظمى تقول انها تفرض هيمنتها ، ليتّضح جليّاً أنّ من يتحكّم بالميدان هي قوات اليمن المسلحة.
اذا هذا البيان بما حمله من تحذير واضح ورسائل عميقة ، أضف إليه ما تثبته الأحداث والوقائع الجارية مرة تلو مرة، وفي خضم الحديث عن موقف اليمن الداعم للشعب الفلسطيني، أن الأمة العربية تمتلك من أوراق القوة ما يجعل إسرائيل وأميركا تعيدان حساباتهما، وتكفّان عن الاستفراد بشعب أعزل في قطاع غزة يعاني كافّة أشكال الاضطهاد.. وحدها قوة اليمن بمساندة محور المقاومة قادرة على لجم امريكا وإسرائيل وجعلهما يدفعان الثّمن غاليا