في الذكرى الـ 107 لوعد بلفور.. طوفان الأقصى يعيد توجيه البوصلة: فلسطين لأهلها
مئة وسبعة اعوام على وعد بلفور المشؤوم الذي اشاع احتلال فلسطين، ومنذ ذاك الحين لم يسلم الفلسطيني وما ترك وسيلة للمقاومة الا وانتهجها وصولا الى طوفان الاقصى، الذي جدد تاكيد اصحاب الارض ان لا تنازل ولا تراجع عن حقهم بتحرير كامل تراب فلسطين.
في الثاني من نوفمبر عام 1917، قدّم وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر بلفور، وعده الشهير إلى الصهيوني البريطاني، ليونيل وولتر دي روتشيلد، بمنح "اليهود وطناً قومياً لهم" في فلسطين، جاء الوعد في رسالةٍ أرسلها بلفور إلى دي روتشيلد، تعهّد فيها -نيابةً عن حكومة المملكة المتحدة- ببذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق "إقامة وطنٍ قومي" لما أسماه "الشعب اليهوديّ" في فلسطين، حيث نُشر نص الوعد أو الإعلان في الصحافة البريطانية في 9 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917.
ومنذ ذلك الحين بدء نضال شعب لا يمكن المزايدة على نضالاته، قاتل العدو الصهيوني بما توفر من امكانيات، لم يستسلم يوما، لم يتنازل للعدو، قدم وما زال الشهداء والجرحى قرابين على طريق حرية فلسطين، رافضا الرضوخ، صامدا في وجه كل المؤامرات، رغم تخاذل البعض وتواطؤ الآخر وتكالب آخرين، فكانت كل ثورات ومقاومات الشعب الفلسطيني، منذ عشرينيات القرن الماضي إلى معارك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة "سيف القدس" و"وحدة الساحات" و"ثأر الأحرار"، رفضاً قاطعاً للاستعمار الصهيوني ومؤسّسيه، وصموداً استثنائياً على طريق إسقاط الوعد.
منذ وعد بلفور إلى اليوم، لم يتوانَ الاحتلال وداعموه عن تكريس سرقة الأرض وقتل الإنسان، ليأتي السابع من أكتوبر 2023، وبعد قرابة 106 سنوات على الوعد بالظلم، ويعلن لحظةً تاريخية فارقة، حيث كسرت مقاومة الشعب الفلسطيني كل المعادلات، وحطّمت بإنجازها كل ما حاول أن يبنيه الاحتلال طوال قرنٍ من الزمان، بدخول الفلسطيني إلى أرضه المحتلة، في مشهدٍ صدم أمن الاحتلال وهزّ أركان وجوده.
بنى الاحتلال على وعد بلفور، واستند إليه في إقامة كيانه والتسويق له عالمياً، ليأتي طوفان الأقصى ويفرض على قادة الكيان حديثاً بنفسٍ جديد، فقد سمّى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عدوانه المستمر على قطاع غزّة "حرب الاستقلال الثانية"، كما عدّه "دفاعاً عن مصير إسرائيل"، في اعترافٍ صريح بأنّ "طوفان الأقصى" ضرب وجود الكيان ووضع مصير كيانها على المحك.