خمسة وخمسون طوفاناً مليونياً : اليمنيون يجددون عهدهم في دعم فلسطين ولبنان
في مشهد مهيب يترجم معاني العزّة والكرامة .. خمسة وخمسون طوفاناً مليونياً، يتدفق فيها اليمنيون كالسيل الهادر، متعهدين أن قضيتهم ليست عابرة، بل عهدٌ مقدس تجاه أرض القدس ولبنان المقاومة.
إنه طوفان بشري متجدد، لا توقفه الصعاب، ولا تثنيه المحن، ليحمل رسالة من أمة أبت إلا أن تظل شامخة في نضالها من أجل احقاق الحق وقول كلمة حق في وجه عدو جائر.
في مشهد إنساني فريد يتكرر أسبوعياً، تفيض الساحات اليمنية، وتحديداً ميدان السبعين في صنعاء، بملايين اليمنيين الذين يجتمعون لإعلان تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني. إنه الطوفان البشري المليوني الذي يشهد دعمًا غير محدود ووفاءً راسخًا لقضية تعتبرها اليمن محور عزتها وجهادها والإيمان العميق بحق الشعوب في التحرر، وهو الذي يدفع الشعب اليمني إلى الخروج في مسيرات مليونية كطوفان عارم. كل مسيرة تحمل شعارًا جديدًا يعبر عن التزامهم ودعوتهم لنصرة غزة والقدس، مما يعكس عمق ارتباطهم بقضايا الأمة.
منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، خرجت صنعاء بـ55 طوفانًا مليونيًا متتاليًا، لم يتوقف عند مناسبات معينة أو أحداث عابرة؛ بل تواصل عامًا كاملاً ليؤكد للعالم أن قضية فلسطين ليست شعارًا مرحليًا، بل هي جوهر نضالهم وقضيتهم الأولى. اليمنيون يبعثون برسالة تتجاوز حدود الجغرافيا واللغة، مفادها أن "معاناة الشعب الفلسطيني واللبناني هي معاناتنا، وانتصارهم هو عزتنا."
الشعب اليمني لا يتحدث فقط عن التضامن، بل يجسده في ميدان السبعين، حيث ترى في وجوه الرجال والنساء والأطفال ملامح العزة والكرامة، تتجسد في تلك الوجوه القاسية على الظلم، والمليئة بالإصرار على التصدي لأي تصعيد أو عدوان. شعاراتهم ليست مجرد كلمات، بل هي عهود تقطع على أنفسهم للاستمرار في مسارهم حتى تحقيق العدالة، حتى لو كان الثمن باهظًا.
في كل جمعة، يخرج اليمنيون حاملين شعارات "مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني"، ليؤكدوا للعالم أنهم ثابتون، ومستعدون للدفاع عن حق الشعوب في الكرامة والسيادة. هذه المسيرات لا تعبر فقط عن دعم، بل هي رسالة قوة وإرادة لا تلين، تعبر عن تصميمهم في الوقوف إلى جانب المظلومين، رافعين راية الجهاد والنضال في وجه كل من يحاول إخضاع الشعوب الحرة.
باحتشادات مليونية متواصلة، وبوفاء يستمر عامًا تلو الآخر، يعلن اليمنيون أن دعمهم للقضية الفلسطينية ودعمهم لشعب لبنان ليس مجرد موقف سياسي، بل هو عهد مقدس تجاه حق الشعوب، وتأكيد على أنهم في هذا النضال جزء لا يتجزأ، يجسدون قوة الأمة وحلمها بالتحرر من الظلم والعدوان.
يظل الشعب اليمني مثالاً يُحتذى به في الوفاء والبسالة. ورغم كل التحديات التي يواجهها، يؤكد اليمنيون مرة تلو الأخرى أن دعمهم لقضايا الأمة هو شرف لا يتخلون عنه، وأنهم سيظلون طوفانًا ثوريًا عارمًا يهدر في الساحات من أجل العدالة والحرية لكل الشعوب المظلومة.
وهكذا، يثبت الشعب اليمني مرةً أخرى أن نضاله ليس مجرد موقف عابر، بل هو تجسيد لمعاني الوفاء والشرف والنضال في أسمى صوره. وفي مشهد يجمع الملايين، من صنعاء إلى كافة أرجاء اليمن، تظل هتافاتهم العالية ونبض قلوبهم الصادقة شهادةً على إخلاصهم لفلسطين ولبنان، وتأكيداً أن هذا الطوفان المليوني هو عهد متجدد لا يخفت، ورسالة للعالم أن اليمن، رغم جراحه، سيظل عوناً وسنداً لكل من ينشد الحرية والكرامة.