02 تشرين ثاني , 2024

غزة في وجه التوحش، والعالم المتواطئ في حكم الأموات

يستمر الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجازر الإبادة الجماعية ونسف المنازل على رؤوس ساكنيها، لا سيما في شمال القطاع، والذي يتعرض لإبادة جماعية وتهجير قسري للمواطنين، مخلفاً عشرات الآلاف من الشهداء، ومئات الآلاف من الجرحى والمفقودين

يشهد شمال غزة، الذي صار مسرحاً لأبشع الفظائع، إبادة جماعية للسكان المدنيين على مرأى العالم ومسمعه في مشروع بيت لاهيا، يتجمّع أكثر من مئة وعشرين ألف نازح من منازلهم المدمرة، ينتظرون مصيراً مظلماً، وسط تحوّل حتى المستشفيات إلى مقابر جماعية، في مأساة حية ووحشية تتواصل على مدار الساعة.

وفي الوقت الذي تمزق فيه القذائف أجساد المدنيين في بيت لاهيا، تعيش جباليا ومخيّمها مأساة أخرى تُضاف إلى سلسلة المجازر المتواصلة.

جباليا، المدينة الكثيفة بالسكان، كانت منذ الأيام الأولى للهجوم هدفاً واضحاً لقصف الاحتلال الإسرائيلي.

في هذه الظروف المأساوية، تبرز مجزرة مستشفى كمال عدوان كواحدة من أكثر الجرائم وحشية. المستشفى الذي كان ملاذاً للجرحى والمصابين، أصبح الآن رمزاً آخر للفوضى والموت. هناك، يُترك المرضى والمصابون للموت البطيء بسبب نقص الأدوية والمعدات، بينما يستعد المستشفى للتحول إلى مقبرة جماعية، مع تراكم الجثث وعدم وجود أي مكان آخر لنقل الشهداء إليه.

وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان إلى 43 ألفا و163 شهيدًا، بالإضافة لـ 101 ألف و510 مصابًا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفي وسط القطاع، ق مستشفى العودة علن عن ارتقاء 16 شهيدًا، وأكثر من 30 إصابة، بينهم مسعف وصحفيان، جراء قصف الاحتلال منزلين في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ولفت الهلال الأحمر الفلسطيني إلى استهداف الاحتلال مجموعة من الأهالي قرب النقطة الطبية المتقدمة التابعة للجمعية في حي النصر بغزة، موضحًا أنّ طواقمه تعاملت مع 4 شهداء و4 إصابات في إحصائية أولية.

ورغم أن استهداف المستشفيات يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، تمرّ هذه الجرائم من دون عقاب، في ظل تواطؤ دولي وصمت مؤسسات حقوق الإنسان التي باتت عاجزة عن وقف النزيف المستمر في شمال غزة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen