02 تشرين ثاني , 2024

صراع الرؤساء: من سيكون الأسوأ؟

في وقت تشتعل فيه الحروب ويتصاعد الاجرام، تتعاظم المسؤولية على عاتق الناخبين الأمريكيين لاختيار من سيمثلهم، ومن سيتحكم في أدوات القوة والنفوذ. إن المسار الذي ستسلكه السياسة الأمريكية في السنوات المقبلة لا يتوقف عند حدودها، بل يعكس قسوة واقع مؤلم يعاني منه ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. فهل سيختار الناخبون مستقبلاً أكثر إنسانية، أم سيستمرون في السير على درب السياسات التي لا تجلب إلا الفوضى والخراب؟

تحتل الولايات المتحدة مكانة مهيمنة على المسرح الدولي، لكن هذه الهيمنة تأتي بسعر باهظ يدفعه الكثيرون من ضحايا السياسات المتقلبة. بينما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع، يتجاوز تأثير اختياراتهم حدود الحدود الأمريكية، حيث تلقي النتائج بظلالها على الأزمات الإنسانية في أنحاء العالم

إن التناقض بين الخطاب والممارسة السياسية يُظهر بوضوح كيف تُستخدم الانتخابات كأداة لتأمين الهيمنة وليس لتعزيز الديمقراطية. بينما ينشغل الناخبون في داخل الولايات المتحدة بالتحقيق في خياراتهم بين مرشحين يبدوان متعارضين، يتجاهلون الأبعاد الأكبر لصراع القوة الذي يُدير اللعبة السياسية الأمريكية. إذ إن دعم الأنظمة الاستبدادية في الخارج، والضغط على الدول الضعيفة، والتلاعب بالمصالح الاقتصادية، جميعها تدل على سياسات تهدف إلى تعزيز النفوذ الأمريكي على حساب حقوق الشعوب الأخرى.

إن الانتخابات المقبلة ليست مجرد حدث داخلي؛ بل هي مرآة تعكس الأخلاق والسياسات التي تُشكل العالم. فبينما يختار الناخبون بين مرشحين يمثلان مصالح معينة، يجب عليهم إدراك أن أصواتهم تُعزز نظامًا لا يهتم سوى بتحقيق مصالح النخبة القوية. إن الوقت قد حان لفضح هذه السياسات، واستعادة القيم الحقيقية للديمقراطية والعدالة، وإعادة النظر في الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في العالم، حتى لا تستمر في تصدير الفوضى والدمار تحت ستار الحماية والسلام.

تشهد السياسات الأمريكية انتقادات متزايدة من داخل الولايات المتحدة وخارجها. تتعالى الأصوات من الحركات الاجتماعية، والناشطين، والأكاديميين الذين يدعون إلى ضرورة إعادة تقييم الدعم الأمريكي لإسرائيل. تُظهر هذه الانتقادات أن هناك وعيًا متزايدًا بأهمية حقوق الإنسان وضرورة تحقيق العدالة للفلسطينيين.

تُظهر السياسات الأمريكية في دعم إسرائيل كيف يمكن أن تؤثر القوى الكبرى على الصراعات الإقليمية وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. إن هذا الدعم لا يقتصر على تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية فحسب، بل يمتد إلى تعزيز السياسات التي تُسهم في استمرار الاحتلال. لذا، فإن الوقت قد حان لإعادة تقييم هذا الدعم، والاعتراف بحقوق الفلسطينيين ويتعين على الولايات المتحدة إعادة تقييم سياستها تجاه إسرائيل، مع التركيز على حقوق الفلسطينيين وتفهم معاناتهم.

تتجلى الحقائق الصادمة حول السياسة الأمريكية التي لطالما زُينت بشعارات الحرية والديمقراطية، بينما في جوهرها تتسم بالازدواجية والنفاق. فالولايات المتحدة، التي تدعي قيادة العالم نحو العدالة والمساواة، تُظهر في كثير من الأحيان استعدادًا للتضحية بتلك القيم من أجل مصالحها الخاصة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen